ومما يسترعي الانتباه أن دخيِّل بن عبد الله المذكور قد ملك حسوًا وهو البئر الضيقة التي يستخرج منها الماء للوضوء ولاستعمالات أخرى كغسل الملابس، وإلا فإن الغالب على آبار بريدة الملوحة التي تمنع من شرب مائها، وقد تصرف دخيِّل بن عبد الله تصرفًا يدل على الحكمة، إذْ آجر هذا الحسو بأجرة رمزية قدرها نصف ريال في السنة والقصد منها هو صيانة ذلك (الحسو) واستمرار الانتفاع منه، وقد جعل مدة الإيجار مائة سنة.
والذي استأجره منه هو حسن بن عثمان بن حسون، وقد اشترط دخيِّل على حسن قوام الحسو، أي استمرار أخذ الماء منه والانتفاع بمائه، والولية الطيبة التي يراد منها العناية الكافية به على مدى السنين، وقد فسر ذلك بأنه يتمثل في تعهده بالرشاء والدلو، والرشاء هو الحبل الغليظ التي يربط به الدلو الذي يدلي إلى الحسو ليؤخذ به الماء، وذكر النظافة هنا وهي أمر مهم، لأن الذي أدركناه أن الآبار الموقوفة أو حتى التابعة للمساجد لا تكون نظيفة لأنها أعدت في الأصل للوضوء الذي كان يصحبه أو يسبقه بول.
ونص الاتفاق بينهما على أن المكتومية وهي نخلة تشرب من فضلات الماء الذي يخرج من الحسو، وبخاصة ما يستعمله المتوضؤن إنها لحسن الحسون وقد اشترط دخيِّل بن عبد الله شرطًا ثقيلًا هو أن المستأجر إذا لم ينزه الحسو أي ينظفه أو لم يقومه حسبما ذكرناه عن (القوام) له فإنه ليس له قضب، والقضب هنا هو العقد بين المؤجر والمستأجر ولذلك قال: ينزع يده عنه.
وقد كتب هذا العقد الكاتب الثقة الشهير في وقته عبيد بن عبد المحسن بن عبيد والد المشايخ من آل عبيد.
وتاريخ العقد هذا يوم الختمة من ذي الحجة والختمة عندهم هي اليوم العشرون من الشهر، فكل عشرين من أي شهر من شهور السنة يسمونه