أقول: الذي سمعناه من أشياخنا الإخباريين نقلًا عمن قبله أن الأمير سليمان بن رشيد ترك الإمارة عزوفًا عنها، وذكر أنها شغلته عن العناية بأموره المالية وعن العناية بفلاحته وزراعته مع كثرة الاختلاف في وقته.
وربما - أيضًا - لخوفه من أن يكون مصيره كمصير عبد الله بن عبدوان.
هذا وسوف يأتي الكلام موسعًا على سليمان بن رشيد هذا في رسم (الحجيلاني) بإذن الله.
وقال ابن عبيِّد:
ولما انتظم الصلح بين الإمام فيصل وبين أهل عنيزة استعمل الإمام فيصل محمد بن أحمد السديري أميرًا على بريدة وعلى سائر بلدان القصيم فقدم بلد بريدة ومعه خدامه ومعه أشخاص من أهل الرياض، وصلحت الأمور وانحسمت ثم دخلت سنة ١٢٨٠ هـ، وفيها قدم وفد من أهل الأحساء ورئيسهم الشيخ أحمد بن علي بن مُشرّف ومقصودهم من هذه الوفادة أنهم يطلبون أن يرد عليهم أميرهم محمد السديري فسمح لهم بذلك وأرسل إلى محمد السديري وأمره بالقدوم عليه بالرياض فقدم عليه وأرسله إلى الأحساء أميرًا مع الوفد المذكور وجعل مكانه في بريدة سليمان الرشيد عليها وهو من قبيلة آل أبو عليان ثم وقع اختلاف بين أهل بريدة وأميرهم وكثرت منهم الشكايا فعزله الإمام فيصل عنهم وولي مكانه مهنا الصالح (١). انتهى.
إن الأمير سليمان بن رشيد هذا والده اسمه رشيد، وليس لقب أسرته فأسرته عرفت بلقب (الحجيلاني) وهم من ذرية الأمير مقرن الحجيلاني الذي تولى الإمارة في أول القرن الثاني عشر، وسبقت الإشارة إلى ذلك.