حدث الجوهري الملقب (شقا)، من أهل بريدة، قال: كنا خارجين من عَمَّان عاصمة الأردن نريد الذهاب إلى بريدة وبينما كنا راكبين على ركايبنا رأينا بدوًا يتابعوننا، إذا تيامنا تيامنوا وإذا تياسرنا تياسروا.
فعرفنا أنهم يبون الإغارة علينا وأخذ ما معنا، فنزلنا إلى الأرض ولم نستقر حتى رمي أحدهم رمية أصابت الرصاصة الأرض دون عبد الله الدغيم فأثارت ترابًا غشى وجهه، وصار لا يبصر شيئا فأخذ بندقه وهو لا يكاد يرى، وقال أشيروا إلى جهة الذي رمانا، وكان البدو أهل أربع ركايب وابن دغيم والجوهري أهل ثلاث قال فحددنا موقعه له فرأه ورماه وهو راكب على ذلوله فقتله ووقع على الأرض فأسرع أحد رفاقه إليه فضربه عبد الله الدغيم فسقط بجانبه وهرب الآخران.
قال: فأخذ عبد الله بندق الأول وأعطاني بندق الآخر وسلمنا الله منهم.
جاء ذكر (محمد بن دغيم) شاهدًا في وثيقة مكتوبة في عام ١٢٦٤ هـ لأن الدين المكتوب فيها يحل أجله في عام ١٢٦٥ هـ والغالب أن الديون عندهم تؤجل إلى سنة، وهي بخط عبد الرحمن بن حنيشل، والمستدين فيها هو محمد بن عقيل العمر، والدائن هو علي الناصر (السالم) الذي كان يعتبر زعيم بريدة في وقته ومات قتيلا في وقعة اليتيمة عام ١٢٦٧ هـ.