عليه من أهل عنيزة (علي أبو ماجد) وهجاه لقوله ذلك، فرد عليه الدوسري، ثم تعددت الردود بينهما ودخل في الحلبة شعراء من كل جانب يساعدون بشعرهم شاعر بلدتهم، حتى وصل بهم ذلك إلى الكلام على أهل مدينة الشاعر وهجائهم أو ما يظهر أنه كذلك.
لذلك فكر جماعة من عقلاء أهل عنيزة الذين كانوا يتابعون معركة الهجاء بين شاعري المدينتين: بريدة وعنيزة أكثر من أهل بريدة الذين لم يكن أكثرهم يهتم بمثل هذا الشعر فخشوا أن يحدث بسبب هذه المهاجاة ضرر في العلاقات بين المدينتين فذهبت جماعة منهم إلى زعيم بريدة في وقته (فهد بن علي الرشودي) يعرضون عليه الأمر، فقال لهم الرشودي: كفوا شاعركم وحنا نكف شاعرنا، وينتهي الأمر.
واتفقوا على ذلك فنادى الرشودي عبد الرحمن الدوسري وطلب منه أن يكف عن هجاء الشعراء الذين هجوه من أهل عنيزة لأنهم سوف يكفون عن ذلك.
وانتهى الأمر إلا أن الفرق بين شعر الشاعرين أن كتبة الشعر العامي في عنيزة وبخاصة عبد الرحمن الربيعي قد دونوا كل هجاء (أبو ماجد) للدوسري، أما أهل بريدة فلم يدونوا ما قاله الدوسري انطلاقًا من عدم اهتمام أكثرهم بذلك الشعر.
وبقي هجاء الدوسري لعلي أبو ماجد ومن عاونوه من شعراء عنيزة لم يكتب.
وقد كنت عزمت في نفسي أن أذكر الأشياء العقلية للأشخاص الذين أترجم لهم إذا كان لديَّ لهم شيء من ذلك ومنه الشعر فقد رأيت عرض نماذج من هجاء الشاعرين كل واحد منهما للآخر، مثلما كتب العلماء الأوائل مناقضات جرير والفرزدق، وإن كان الأمر فيه مختلفًا بعض الشيء.
ولكنني رأيت بعد أن كتبت شيئًا من ذلك أنه سيسبب الكراهية والحرج لبعض أهل البلدتين فكرهته واستبعدته من الكتاب.