ثم احتال في إدخال المكاتيب لهم فكانوا إذا كان الليل اقتصدوا من الماء الذي يحضره السجان لهم ينحتون به من جدار السجن في ركن مظلم منه قد وضعوا ملابس على وتد فيه.
هذا و (الذايدي) كان يدبر أمره في إنقاذهم فواعدهم في ليلة معلومة يقطعون فيها أقفال الحديد ويخرجون من هذا النقب في جدار الطين مع أنه سميك جدًّا ولكنهم كانوا يثابرون على تليينه في الماء ونحته بأيديهم، وبما معهم حتى من الأواني لأن الطين يلين بالماء كما هو معروف.
وفي الموعد المحدد من منتصف ليلة من الليالي كان الذايدي قد أعد لهم الركاب بما يلزم لها من زاد ورحل حتى السلاح الخفيف الذي يدافعون به اللصوص والمنتهبين قد أعده لهم خرجوا من السجن ثم قصدوا المكان المحدد خارج مدينة حائل فوجدوا الذايدي وما معه وساروا ليلتهم مجدين قاصدين الكويت.
أما السجان ومن خلفه ابن رشيد وأعوانه فإنهم لم يشعروا بهربهم إلَّا ضحى الغد عندما جاء السجان لهم بالغداء كالمعتاد فوجدهم قد هربوا فأمر ابن رشيد بأن يلحقوا بالخيل والركاب، ولكنهم كانوا قد فاتوه إلَّا أنهم يعلمون أنه ربما يدركهم رجاله قبل أن يصلوا للكويت، فلما قربوا من حدودها دخلوا على ابن صويط شيخ الظفير واستجاروا به حتى انقطع المطلب ووصلوا العراق ثم الكويت.
وهم صالح الحسن ومهنا وعبد الرحمن وسليمان الحسن وأولاد عبد الله بن علي الصالح الحسين أبا الخيل أبناء عم لمهنا.
هذا، وبعض الناس يبرز لحمود العبد الوهاب دورًا كبيرًا في هذا، وذلك صحيح، إلا أن الذايدي هو الجريء المباشر للأمر.
وسوف يأتي في الكلام على (العبد الوهاب) في حرف العين ما لحمود العبد الوهاب من جهود مهمة في هذا الموضوع.