والنهير: نخل مزدهر كان معروفًا هناك وسمي النهير على لفظ تصغير النهر، لأن فيه نهرًا - كما يسمونه - وهو اللون المميز في الماء نتيجة لوجود مواد غريبة ذائبة فيه.
وهما نهيران في تلك المنطقة، ليسا متجاورين أحدهما وهو الشمالي في مائه لون داكن يميل إلى السواد، وفي طعمه شيء غريب خفيف ذكر الفلاحون أنه جيد للمزروعات والنخيل.
وهذا هو النهير المذكور في هذه الوصية لأن الوصية ذكرت أنه يقع في قبلي بريدة والواقع أنه يقع في جنوبها، وذلك بالنسبة إلى مدينة بريدة إبان كتابة تلك الوصية، وهو الزمان الذي أدركنا بريدة عليه عند ما أدركنا الأمور في عام ١٣٥٣ هـ.
وأذكر أن والدي رحمه الله ذهب بي وأنا صغير عمري في الثامنة أو السابعة إلى مكينة ابن عيسى وهو عبد الله السليمان بن عيسى التي ركبها على ملك والده في الصباح في عام ١٣٥٣، وكانت أول مكينة أي مضخة أو رافعة للمياه في القصيم كله فمررنا بماء النهير الأول، والثاني وهما يجريان في ساقي (قناة ضيقة) من الغرب إلى الشرق يمر فوق مجراهما الناس مع الشارع الرئيسي الذي يشق الصباخ من جهة الشمال إلى الجنوب، فحدثني والدي عن النهير وقال - صادقًا - هذا النهير كان لنا لأهلنا الأولين، فقلت له وهالحين وراه ما يصير لنا؟ فأجاب جوابًا طريفًا على قدر عقل الطفل وهو قوله: ها الحين النهير لنا بس ما نجده، ونجده من الجداد وهو صرام النخل وأخذ تمره يريد أنه لنا إلَّا أننا لا نستطيع أن نأخذ من تمره شيئًا بمعنى أنه ليس لنا.
وسوف نذكر عند الكلام على أسرة الرجيعي أو الكلام على غنى أسرتنا في القديم الكتاب الذي وصل من الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود إمام المسلمين في الدرعية يتعلق بنزاع على النهير بين عم جد والدي (علي العبود) وبين الرجيعي!