ويظهر أنه أوقف هذه الأشياء المذكورة بخط الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل في المرض الذي سبق وفاته أو قبلها بقليل.
ومن اللافت للنظر أن الشيخ ابن مقبل كتب هذه الوصية لمحمد الربدي بعد أن اعتزل قضاء بريدة وكان القاضي في تاريخها وهو سنة ١٣٠٠ هـ الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ومع ذلك كتب الشيخ ابن مقبل في آخرها عبارة لا يكتبها إلا القضاة في العادة، وذلك جريًا على ما كان يفعله عندما كان في القضاء، ولأهميتها عنده وهي قوله: كتبه وأثبته سليمان بن علي آل مقبل.
وبعد وفاة محمد بن عبد الرحمن الربدي رأس الأسرة في عام ١٣٠٠ وقد خلف من الأموال والعقارات وبخاصة الأراضي الزراعية والنخيل والقلبان - جمع قليب - التي تزرع قمحًا وحبوبًا شيئًا عظيمًا كانت معظم الأسر في القصيم تتمنى أن تحصل على واحد من مثل تلك فلا تستطيع.
وقد ظهر هذا جليًا في ورقة تقاسم بين الورثة لتلك العقارات مؤرخة في غرة جمادى الأولى أي أوله من عام ١٣٢٩ هـ. وهي بإملاء قاضي بريدة آنذاك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر وشهد عليها الوجيه الشهير الشيخ عبد العزيز بن حمود المشيقح وشهد على الإملاء أيضًا الثقة المرضي عنه من الجميع ناصر السليمان بن سيف، والكاتب لهذه الوثيقة المهمة هو عبد الرحمن بن عثمان الجلاجل وهو حسن الخط والإملاء.
وإذا اطلع عليها واحد مثلي يعرف بعض تلك العقارات وأهميتها في العصور القديمة تعجب من كثرتها مع نفاستها وأهميتها، أما الفقراء من الجيل الجديد فربما لا يقدرونها بل ربما لا يعرفونها حق المعرفة، لذلك حاولت أن أتكلم عليها مكانًا مكانًا، وعقارًا عقارًا، ولكنني وجدت ذلك كثيرًا فأرجيته إلى حينه.