وفي سنة من السنين أتي شخص من أهالي بريدة (لم أذكر اسمه) ولكنه بواسطة المرحوم عبد الرحمن الخطاف ورغب الرجل بشراء راحلة ليحج عليها هو ووالدته، ولكن الخطاف أشار عليه بشراء راحلتين وتهيب الرجل لأنه لا يقدر إلَّا على قيمة واحدة فقط، ولكن عبد الرحمن الخطاف أصر عليه أن يأخذ راحلتين لتكون واحدة له وواحدة تركب عليها أمه.
وقال له الخطاف لا تدفع شيئًا فالربدي سيمهلك إلى بعد عودتك من الحج.
أخذ الرجل الراحلتين وسافر للحج وعاد بعد قضاء الفريضة وحال وصوله إلى بريدة بعد الحج بحل بالراحلتين لأنه ليس ممن تعود الإبل فأشار عليه الخطاف بأن يذهب بالراحلتين إلى حوش الربادا ويدخلهما فيه وسوف تسوى الأمور، فأخبر عبد الرحمن الخطاف محمد العبد الله الربدي برجوع الرواحل فقال له يسهل الله الأمر سنبيعها ونستوفي القيمة.
وبعد يومين تقريبًا حضر مزارع من أهل الطرفية إلى محمد الربدي يرغب شراء إبل بقمح فباع عليه محمد الربدي الراحلتين بأصواع معلومة من القمح، وكانت القيمة أكثر من قيمة الراحلتين التي كانت في ذمة الرجل.
فاستوفي الربدي قيمتها بقمح مقدر القيمة بالريالات، وبقي لصاحب الراحلتين مقدار عدلين من القمح فما كان من الربدي إلا وأحضر بعيرًا من إبله وحمل العدلين عليه وبعث به مع أحد رجاله إلى بيت صاحب الراحلتين وهو لا يعلم أن له شيئًا زائدًا عن القيمة ولذا فقد تفاجأ عندما حطت الرحول أمام باب منزله وأدخل القمح إلى المنزل وهذه من الأمثلة الدالة على الصدق وحسن التعامل.