وقبيل خراب الدرعية انتقل عمر بن سليم إلى بريدة وكان أول أسرة آل سليم وصولا إليها، فاستمرت معاملة صالح الحسين له، بل زادت إذْ صار صالح الحسين وعمر بن سليم يشتركان معًا في مداينة الفلاحين ونحوهم.
وقد شارك عمر بن سليم لأن عمر كان يعتبر غريبًا في بريدة في أول قدومه، بل يعتبر غريبًا عن القصيم كله.
وقد وصلتنا وثائق وسندات لما ذكرناه، ولكن من اللافت للنظر أن الوثائق كثيرًا ما تكتب اسميهما بلفظ صالح وعمر وأحيانًا تكتبه واضحًا باسم صالح الحسين وعمر بن سليم كما سيأتي.
وقد رزق صالح بن حسين مالًا وجاهًا عريضين، ولكنه رزق بأهم من ذلك وهو أبناء كثير كلهم شخصيات معروفة في وقتها، ذات أثر فعال في البلاد، أشهرهم ابنه مهنا الذي صار أمير بريدة وأسس أسرة (المهنا) الحاكمة.
ولشهرة صالح الحسين (ابن حسين) أبا الخيل بالتجارة صار بعض كاتبي الأسانيد والمبايعات يكتبون اسمه (صالح) بدون ذكر اسم والده أو اسم أسرته، إذْ لا يحتاج الأمر عندهم إلى أيضاح
وهذه نماذج من ذلك أولها بخط الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه مؤرخ في عام ١٢٤١ هـ.
ومن ذلك هذه الوثيقة المكتوبة في عام ١٢٣٨ بخط الشيخ عبد الله بن صقيه وتتضمن إثبات دين على غافل بن حليتم لصالح بشهادة عبد الرحمن بن سويلم ومقدار الحين ستة وعشرين ريالًا عوض خمسمائة وعشرين وزنة تمر، وعوض: ثمن أي أن صالح (الحسين) أعطى (غافل بن حليتم) خمسمائة وعشرين وزنة تمر بهذه الريالات، ولكن وفاء الريالات مؤجل إلى موسم الحج سنة ١٢٣٩ هـ.