هذا ما كتبه المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي رحمه الله عن السبب الذي دعا محمد علي باشا إلى إرسال حسين بيك إلى نجد في عام ١٢٣٦ هـ قال:
واستهل شهر شوال بيوم الثلاثاء منه ١٢٣٦ هـ).
(في ثالثه) حضرت هجانة من أراضي نجد وبصحبتهم أشخاص من كبار الوهابية مقيدون على الجمال وهم عمر بن عبد العزيز وأولاده وأبناء عمه، وذلك أنهم لما رجعوا إلى الدرعية بعد رحيل إبراهيم باشا وعساكره وكان معهم مشاري بن سعود، وقد كانوا هربوا من الدرعية بعدما رحل عنها إبراهيم باشا وتركي بن عبد الله ابن أخي عبد العزيز، وولد عم سعود الأمشاري فإنه هرب من العسكر الذين كانوا مع أولاد سعود وجماعتهم حين أرسلهم إبراهيم باشا إلى مصر في الحمراء، وهي قرية بين الجديدة وينبع البحر وذهب إلى الدرعية واجتمع عليه من فر حين قدمت العساكر وأخذوا في تعميرها ورجع أكثر أهلها وقدموا عليهم مشاري ودعا الناس إلى طاعته فأجابه الكثير منه فكادت تتسع دولته وتعظم شوكته فلما بلغ الباشا ذلك جهز له عساكر رئيسها حسين بيك فأوثقوا مشاري وأرسلوه إلى مصر فمات في الطريق، وأما عمر وأولاده وبنو عمه فتحصنوا في قلعة الرياض المعروفة عند المتقدمين بحجر اليمامة وبينها وبين الدرعية أربع ساعات القافلة فنزل عليهم حسين بك وحاربهم ثلاثة أيام أو أربعة وطلبوا الأمان لما علموا أنهم لا طاقة لهم به، فأعطاهم الأمان علي أنفسهم فخرجوا له، إلَّا تركي فإنه خرج من القلعة ليلاّ وهرب وأما حسين بيك فإنه قيد الجماعة وأرسلهم إلى مصر في الشهر المذكور وهو الآن مقيمون بمصر بخطة الحنفي قريبًا من بيت جماعتهم الذين أتوا قبل هذا الوقت (١).