الفقراء والعطف عليهم، ودفع ما بيده لمن رآه محتاجًا منهم، كما أنه حريص على بذل المعروف ومساعدة الآخرين، وقيل لي: إنه كان يقترض ليقرض ويستدين ويدين، وقد دخل في البيع والشراء مع الناس حتى خشي أنه لن يستطيع التخلص من حقوق الناس، فأوصى بأن يكون من يتولى تخليص ماله، وما عليه بعد وفاته إبراهيم العلي الرشودي ابن عمه لما يتمتع به إبراهيم من الحزم والقدرة الفائقة على تخليصه فلما توفي - رحمه الله - قام إبراهيم العلي الرشودي بما أوصى به إليه فأمسك كل من عنده دين أو قرض لعبد الله وألزمه بالسداد ثم قام بتسديد ما عليه من ديون أو قروض للآخرين، ولم يتعرض لما يخصه من ملك والده صالح في رواق، بل وأصبح ميراثًا لأبنائه.
وكان والده صالح الرشودي جعله الوصي على وصيته بعد موته بحكم كونه أكبر أبنائه لكنه جعل أخويه إبراهيم ومحمد ناظرين عليه.
كما كان - رحمه الله - يحب العلم ومجالسة طلابه، ويحضر حلق الدروس العلمية، وهو شريك لأخويه إبراهيم ومحمد في نخلهم في رواق الدارج عليهم بالإرث من والدهم.
وهم من أنصار الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، ومن تلاميذه، بل ومن المعجبين به، توفي عبد الله الصالح الرشودي هذا في عام ١٣٥٨ هـ رحمه الله.
وعبد الله بن صالح الرشودي يعرف عند العامة باسم (عبيِّد الصالح) وعبيد بتشديد الياء: تصغير عبد الله.
عرف بالعبادة والورع، والبعد عن مشكلات الناس، حتى صار مضرب المثل في ذلك لأهل بريدة.
فكان لذلك ممن أجمعت القلوب على محبته، والثناء عليه، وما زلنا نسمع ذلك من الناس، إذ لم نكن نعرف من هو أكثر زهدًا منه في الدنيا ورغبة في