من أخبار الرشيد العمرو هؤلاء ما ذكره الأستاذ ناصر العمري قال:
كان جماعة من عقيل من أهل بريدة المعروفين بنشاطهم التجاري وهم محمد العبد الله الرشيد العمرو وإبراهيم الصالح المطوع وعبد الله الوائل التويجري وغيرهم ينزلون مع جماعة من البادية في حدود العراق الشمالية الغربية مما يلي الأراضي السورية وعدد بيوت البادية سبعون بيتًا من بيوت الشعر المنقولة.
وكان غرض هؤلاء العقيلات شراء الإبل من هؤلاء البدو، وكان عقيل يؤذنون لصلاة الجماعة ويؤدون الصلاة جماعة في أوقاتها ليلًا ونهارًا يؤمهم أحدهم ولاحظوا أن البدو لا يحضرون صلاة الجماعة، ولم يكن لهؤلاء البدو أمير حاضر يرجعون إليه، وفي هؤلاء البدو جفاء فنصحوهم بأداء الصلاة جماعة فصار يحضر لصلاة الجماعة ثلاثة رجال من البدو والباقون استمروا على تخلفهم عن صلاة الجماعة وكان أحد هؤلاء الجفاة من البدو يقوم بجر الربابة وقت إقامة عقيل لصلاة الجماعة ويغني مع الربابة ويرفع صوته في صلاة العشاء الآخرة كل ليلة.
ونصحوه بترك الربابة والغناء وقت صلاتهم، ولكنه لم يأبه ولم ينته من عمله الذي فيه شيء من الجفاء والمكابرة.
ولما فرغ عقيل من صلاة الجماعة للعشاء الآخرة، وكان إمامهم محمد العبد الله الرشيد العمرو قال لمن صلوا خلفه إني أريد أن أدعو على هذا العاصي الذي يشغلنا عن صلاتنا بربابته وغنائه، ويؤذينا بصوته فآمنوا على دعائي ووقف يدعو الله عليه والذين خلفه يؤمنون على دعائه فأصيب المغني في ليلته تلك بآلام شديدة وصار يصيح من شدة الآلام وفارق الحياة قبل شروق الشمس.
وبعد ذلك صار البعض من البادية يحضرون صلاة الجماعة حتى بلغ عدد من يحضر صلاة الجماعة ستة عشر رجلًا (١).