ومنهم الشيخ العابد الشهير بذلك عبد الله أبا الخيل. وهو من مشاهير العبَّاد، قال صالح بن محمد السعوي: العالم العلامة المحقق الزاهد الورع، الحافظ لوقته، المقبل على عبادة ربه، الشيخ عبد الله بن محمد أبا الخيل رحمه الله تعالى.
وهو من ضمن العلماء الذين رغبوا في السكن والتأهل في هذه البلدة أي المريدسية وغنمه الأهالي والتفوا حوله واستفادوا مما وهبه الله من العلم الديني الشرعي، وبما هو عليه من ملازمة الأعمال الصالحة والأقوال الصادقة، والزهد والورع، والاستقلال من مخالطة الناس لغير مصلحة دينية، أو مهمة دنيوية، إذ لم يقتصر على أن يؤخذ العلم عنه فقط، بل هو أسوة حسنة في العلم والتعليم، والحرص على التبليغ والتفهيم، والإدراك والتطبيق، والخلق الفاضل، والأدب الحسن، والغيرة لدين الله، والأخذ على أيدي الناس لما فيه نجاتهم من عذاب الله، وإلزامهم بالتمسك بهذا الدين، والحذر من الحوائل والعوائق والقواطع والعوارض التي تكون عقبة دون السير على النهج الصحيح.
تولى هذا العالم القضاء في أحد بلدان القصيم، ثم رغب في الإعفاء منه، وأبدى عذره فقبل منه، وتفرغ للعبادة، فكان كثير المكث في المسجد لأداء الفرائض والإكثار من نوافل الصلاة، وتلاوة القرآن والذكر والتعليم.
وكان بما هو عليه من العبادة والزهد يتحلى بمكارم الأخلاق، ولين الجانب، وخفض الجناح والتواضع، ومعاشرة الناس، ويرغب كثيرًا في إلقاء المواعظ في مجامع الناس والتنبيه على ما يقع منهم من أخطاء، وإلى الذكر الحسن في حياته وبعد مماته.