أماهُ ماتت، وغابَ النجمُ والقمرُ ... اليومُ كاليوم حتى العامَ يَنحصِرُ (١)
فقدتُ غالية بالحب تجمعُنا ... واستفحلْ الخطبُ فِينا وانطوى الأثرُ
يا شمعة فُقِدتْ يا زينة ذهبتْ ... بالحزم والعزم صارَ الوصلُ يَنتدِرُ
الدمعُ مُنسكبٌ والقلبُ مستعرٌ ... يا حسرةً بقيتْ في القلب تُدْكَرُ
في كل يوم لها ذكرٌ ومُدكرٌ ... كأنها البدر في الظلماء يَسْتَتِرُ
أبيتُ مضطجعًا والبالُ مشتغلٌ ... فهل لنا في مَدى الأيام مُعتبرُ
يا لائمي في هوى المحبوب معذرةً ... أروح النفسَ والأنفاسَ تَستترُ
يكادُ فرطُ الأسى والحزنُ يَخنِقنا ... فالعين تبكي أسىً والقلب يُعتَصِرُ
أسلي النفسَ في تذكار مسجدِها ... ودمعة الحزن فوق الخَدِ تَنهمِرُ
شعارُها صبرُها وحمدُ خالقها ... كذا دُعاءٌ لها والذكرُ مُنْتَشِرُ
أصابَها ألمٌ ومسّها نَصبٌ ... وباللسان لها ذكرٌ ومزدَهَرُ
بَكاها مسجدُها في الليل دمعتُها ... وهذه الدارُ لا تُبقي ولا تَذرُ
فاللهُ يُسكنها في الخُلد منزلة ... فيها الفواكهُ والأشجارُ والثمرُ
قالها الابن
خالد بن علي أبا الخيل
القصيم - بريدة ٥/ ٨/ ١٤٢٤ هـ
ومن شعراء العامية أيضًا: علي بن صالح أبا الخيل قال:
مرحبًا بالقاف ماناح الحمام ... ودي أسمع له وأنا صدري وسيع
يا فهد خذني معك درع وحزام ... حالفٍ يا الذيب لأذبحهم جميع
خابرك ياليث بالهيجا تمام ... أدري إنه باللقا فرسك شنيع
مدتك كالسيل لي جا من غمام ... يا نسيم الصبح باليوم الشعيع
ما يجيك العيب وعدّاك الملام ... با ولد تمام بالحصن المنيع
وإن تيسر والتقينا بالسلام ... يسمح الخاطر ونستانس جميع
علي بن صالح أبا الخيل
١٣/ ١/ ١٤٢٨ هـ
(١) اليوم كاليوم: أي كلاهما يوم الأحد، حتى العام: فبينهما سنة ويومان.