للمملكة في مصر، وكان مُسددًا محنكًا وله مكانته ووزنه عند الولاة وعند العقيلات والجاليات، وكان الجد صالح بن عثمان القاضي حينما كان يدرس في الأزهر الشريف يثني عليه ثناءا حسنا ويقول لابد كنا نتعطش لأخبار نجد وحرُوُبها وما يجري من حوادث فيها، ولا نعرف إلا عن طريق المجتمع للعقيلات في المطرية وكنا كل ليلة جمعة نذهب للمطرية في إصطبلات خيول الشيخ فوزان السابق فنجد عندهم أخبار نجد وكذا الرسائل وحتى الآن لهم في كل أسبوع مجتمع في الإصطبلات تضُم النجديين وغيرهم ويسمرون طول الليل فيه ويتناولون القهوة العربية والشاي، وذلك في صالة واسعة، وقد زرتهم مرارًا في المطرية في الإصطبل وكان يدور بينهم الذكريات النجدية والأشعار الشعبية والأمثال السايرة القديمة، ففي السماع لهذه الذكريات يظن السامع أنهم حدثاء العهد عن نجد مع قدمهم، وظل معتمدا لحكومتنا الرشيدة ما يقرب من أربعين سنة ثم طلب الإعفاء من الملك عبد العزيز فلم يعفه ثم ألح مرارًا فأعفاه وسكن في مصر بالمطرية.
وتوالت عليه الأمراض وزار القصيم والرياض والحجاز للعمرة والحج مرارًا واشترى منزلا في الجردة بجوار مسجد الجردة فأدخله للمسجد تبرعًا بواسطة فهد الرشودي، وكان منزله في المطرية مأوى للعقيلات والجاليات، وكان له صيتٌ بينهم ذائع وشهرة، وكان عطوفًا على الفقراء والمحاويج يزجي الضعيف ويواسيهم بماله، وكان كريمًا يفتح أبوابه لكل وافد سخيًا بماله ويحب إصلاح ذات البين، وكان يجلس في الإصطبل وفيه الأواني والدلال والأباريق والمباخر التي لا تزال موجودة فهو ناد من نوادي الأدب ومتحدث للسابقين ومن بعدهم ولاسيما في الأعياد والعطل، وكان صديقًا للسيد محمد رشيد رضا ومحمد عبده، وقد صار همزة وصل بين الملك عبد العزيز ورشيد حول الإشراف على طباعة المغني والشرح الكبير وتفسير ابن كثير والبغوي والمجاميع على نفقة الملك رحمه الله، وكان له هيبة ومكانة مرموقة، مجالسه