ومن أقدم الوثائق التي ذكرت مدايناته باسمه واسم أبيه واسم أسرته وثيقة مؤرخة في عام ١٢٤٨ هـ بخط عبد الله الناصر الرسيني وهو أول كاتب جيد مجيد من أسرة (الرسيني) تصل إلينا كتاباته، وسبق تفصيل أمره في حرف الراء عند ذكر (الرسيني).
وتتضمن هذه الوثيقة مداينة بين ناصر السليمان بن جربوع وبين علي الناصر بن سالم، والدين هو ١٣٨٦ وزنة تمر، وقد أكد الكاتب على عادتهم ذلك بقوله ثلاثة عشر مائة وزنة تمر تزيد ست وثمانين وزنة يحل أجلهن طلوع جماد الآخر من سنة ١٢٤٨ هـ.
شهد على ذلك وكتبه عبد الله الناصر الرسيني ولم يذكر معه شاهدًا أخر جريًا على عادتهم في توثيق كتابة الرسيني هذا واعتبارها كافية وحدها عن شهود آخرين العدالته وضبطه، ولكن الوثيقة تشتمل على شيء مهم في حالة علي الناصر السالم وثرائه وهي تنويهه هنا بأن هذا الدين ليس له وإنما هو لأشخاص أعطوه نقودهم على هيئة بضاعة وهي المضاربة، وقد جرت العادة عندهم إلى عهد قريب بأن يعطى من عنده دراهم أحد الذين يحسنون التكسب بها وتنميتها بجزء من ربحها.
وفي هذه الوثيقة أوليات منها ذكر عبد العزيز الرسيني الذي قرأنا ذكره في هذه الوثيقة لأول مرة وعبد العزيز المشوح، وشخص آخر اسمه كما قرأناه (ابن عربي) ولم أعرفه.
وسيأتي بعض ما في هذه الوثيقة المهمة عند ذكر (المشوح) أيضًا بإذن الله.
أما (الجربوع) فإنهم مذكورون معروفون في وثائق قبلها.