ولو كانت ضئيلة، ونتمعن في المعارف ولو كانت ضحلة، وذلك في ظل انعدام التاريخ المدون المفصل.
ومن حسن حظنا أن وجدنا ورقتين منها بخط كاتب غيره مقرؤ الخط فهي تعطينا فكرة عن الأخرى.
وتقول الأولى:
الحمد لله وحده، بيان بضاعة علي الناصر سنة سبع وخمسين ربيع الثاني: محمد الجار الله مائة ريال ومائتين غازي وعبد الله المحمد التويجري ستين غازي وثلاثة عشر ريالًا ونصف قرش ( .. ) وابن مريمي سبع وثلاثين ومحمد العبد الرحمن الربدي خمسة وعشرين ريال ... والرشيد خمس وعشرين .... الشايع عشرين ريال وعبد الله الشعيبي ست وثلاثين، وعويد الحمد أربعين خيرية، والخيرية حسبما فهمته: نقد ذهبي صغير.
وفي هذه على اختصارها وقصرها فوائد.
أولاها: ذكر محمد الجار الله ولا أتيقن عن (الجار الله) هؤلاء من هم وإنما أقرب الظن أنهم (الجار الله الصانع) لأن أسرة الصانع فيها أناس أهل ثروة من قديم.
وثانيها: ذكر عبد الله بن محمد التويجري فإن هذا يدل على أن (التواجر) كان فيهم بعض الأثرياء، لأن عامتهم يعملون في الفلاحة، ولا تكون لديهم أموال زائدة يعطونها من يستثمرها لهم كعلي السالم، وربما كان عبد الله التويجري هذا ممن يداينون الفلاحين، فقد كان في التواجر أهل ضراس أناس أهل ثروة يداينون منها الفلاحين والزُّراع.
وثالثها: ذكر (ابن مريمي) وأسرة (المريمي) في الماضي القريب الذي أدركناه صغيرة قليلة الأفراد، وإن كانت متميزة بصفة مميزة لها وهي كونها من الأشراف أهل بريدة، وهم الذين ينتسبون إلى آل الرسول صلى الله عليه وسلم، والأشراف في