قل لِيَّ برَبِّك من أرْبى ليأخذني ... وكم أخذتَ من الأثمان تُرْضِيه
فَبعْتَني سلعة بالزَّيْدِ معلنة ... كأنني خَلقُ الأسْمال ترمِيه
لم ترعوي يا أبي عن بدعة دَلَفّت ... ابطالِها ضُرِعوا في المال في تِيهِ
ألم تسمع يا أبي هَدْيًا لسيدنا ... محمد أنَّ رب العرش مُوحِيه
الأيِّم استأمِرُوا والبكر إن أذِنَت ... فَزَوِّجو إنّ حكم الله مُوفِيه
* * * *
بكْرٌ أنا يا أبي فاسْتَأذِنُوا أذُني ... فإن سَكَتُ فإن الشرع يرضيه
وان صَرْختُ بلا فالله يسمعني ... وَشَرْعُه رحمة للخلق تَهْدِيه
لا تُفسِدَّن أبي أجرًا سَمَوتَ بهِ ... منذ الولادة لِي بالحب تولِيه
قلبي أبي يا أبي لا تكرهَنِّي عَلى ... من تَرْتَضِيه لأمْرٍ لَسْتَ تَدْرِيْه
قلبي أبي لا تكن كَمُولِع سُرُجًا ... منها الزيوت خَلَتْ بالنار تكْويه
* * * *
أنا سأخرج من عُشِّي وان كرهت ... نفسي خروجي إلى عشٍّ أجَافِيه
لكن ذلك لم يَحِنْ وهل رجعت ... شريعة الجهل في شخص أنَاديه
لا يا أبي لا تكن في الجهل مرتبطًا ... فالجهل وَلّي وسيف العلم تاليه
لا يَخْدعَنك عريسُ المال في ذَهَبٍ ... يبتاع منك فؤاد الحُبِّ تعطِيه
وترفض الشرْعَ في أذْنٍ تقدمه ... لِبِنْتِك الْبكْر أن الله مُولِيه
* * * *
قلت أنَّي نَدمٌ قلبي يُؤنِّبُني ... بُنَيَّتي إنَّ ذِكْرى الحب تحييه
وان من قدَّمَ الأمْوالَ تطْلُبُك ... لا أرتَضِيه إذا مَا لم تريديه
وصَارحي الأمَّ عند كل خاطِرَةٍ ... تَهْفُو إليكِ فَعَطفُ الأمِّ تُسْخِيهِ
والعُشقُّ دُونَكِ لا يَحْلو المُقَامُ بهِ ... فاسْتَمْتِعي مَعَنَا والزَّهْرُ فَاحْمِيهِ
والحبُّ مَعْ ذي كَفَاءةٍ تُقدِّمُهُ ... ويَطلبُ الصَّونَ إنِّي مِنْ دَوَاعيهِ