أول من عرفنا منهم غانم بن عبد الله السدلان كان صاحب دكان في أعلى السوق في بريدة، بل في آخر دكان في السوق في الركن الذي بين السوق الرئيسي والجردة.
وكان يبيع التمر وهو شخص متدين قريب من المشايخ وطلبة العلم، بل هو طالب علم معروف بذلك، ولذلك كان يبيع تمر الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة.
وذلك التمر جزء منه الذي خصصه الملك عبد العزيز للقاضي إذ لم يكن القضاة يتسلمون رواتب نقدية لا شهرية ولا سنوية، وإنما كانوا يتسلمون (بروة) وهي مقدار من التمر في الموسم الذي هو وقت جداد النخل، وقمحًا في القيظ الذي هو وقت حصاد القمح.
إلى جانب ما كان يصل إلى الشيخ عمر من التمر الذي كان يداين به الناس، أو من الأوقاف من النخيل التي في ثمرتها جزء لإمام الجامع لأن الشيخ عمر هو إمامه، فكان الشيخ عمر بن سليم مثل غيره ممن يحصلون على تمر في موسم جداد النخل فيضعونه في (الجصة) أو (الصوبة) لئلا يفسد، ثم يبيعونه بعد ذلك.
أخبرني الشيخ سليمان بن علي المقبل الملقب أبو حنيفة، قال: اعتاد الشيخ عمر بن سليم رحمه الله أن يعهد إلى فلان من أسرة آل أبو عليان بنقث تمره، وهو أخذه من الجصة أو الصوبة، وذلك يحتاج إلى صبر وجلد لأن خزن التمر يكون بوضع حصًا كبار فوقه بعد تطريته بصب الماء عليه وتكرير ذلك فيصعب الأخذ منه لغير العارف بذلك.
قال: فيأخذه ذلك الرجل ويعطيه (غانم السدلان) يبيعه، إلى أن رأى الشيخ مرة أن يعطيه غيره ليبيعه.
وقد أدركت (غانم السدلان) في دكانه لا يبيع إلا التمر وهو معروف بذلك.