السويس ويأتوا بهم إلى القاهرة ويكرمونهم، وكانوا ينزلونهم في فنادق العتبة الخضراء التي كانت تعتبر في ذلك الزمان من أفضل الفنادق العربية، وكان العقيلات يجمعون أموال الزكاة ذهبًا ويشتري بجزء منها حسب الأوامر المعطاه للمندوب الأرزاق وغيرها، وكانت تلك الأرزاق تحمل بالجمال إلي السويس، فهذه عادتهم رغم القطارات حيث تصل القافلة إلى السويس محملة بالذهب والأرزاق، وحدث أنه نزل في الفندق بعض أفراد العصابات التي كانت معروفة في ذلك الوقت ليتجسسوا ويعرفوا ميعاد رحيل القافلة من بلبيس، فعرف الوالد الشيخ صالح الحليسي وجماعته من العقيلات بذلك وأحضروا أفراد العصابة في الفندق وأنذروهم معلنًا عن القافلة وميعادها، وكذلك عن محتوياتها من حمولة وأنه سيرسلها بدون حراس وأنذروهم أنه لو مست أو أن أحدًا من تلك العصابة اعترض على تلك القافلة ستكون نهايتهم!
ثم أتى زعيمهم واعتذر للوالد وجماعته وعملت عزومة كبيرة ذبحت الذبائح في بلبيس في الحوش الكبير وحضر فيها كثير من العقيلات وأبناؤهم وزعيم تلك العصابة وأفراده حتى أصبحت عادة في الريف المصري عن أي عملية للصلح حتى وقتنا الحالي حيث يقولون عن تلك العادة نجلس "جلسة عرب" أي يجتمع الطرفان المتخاصمان على مائدة الطعام والذبائح ولا يأكلوا شيئًا من الطعام حتى تتصالح النفوس وعادة ما كان يحضر تلك العزائم مندوبون من الحكومة المصرية من مأمور ومحافظة الشرقية وضباط الأمن من بلبيس وخلافه.