وقد تقدم ذكر ذلك في الكلام على إمارة حجيلان بن حمد (آل أبو عليان)، والعمران عريقوا الوجود في المنطقة، وتنسب إليهم الجرية التي تقع بجانب (خب الحمر) في آخر خبوب بريدة جهة الشمال تسمى (جرية العمران) كما أن لهم وثائق تدل على أن بعضهم من أهل (القويع) مثل الأحمد هؤلاء.
وعجبت من اختفاء آثارهم واستبعدت فكرة انقراضهم، لأن منطقتنا ولله الحمد منطقة خصبة غذائيًا وتناسليًا، وانقراض الأسر فيها موجود، ولكنه ليس على نطاق واسع.
والمحير في الأمر أنه توجد أسرة أخرى اسمها (العمران) يتوهم المرء أول الأمر أنهم هم (العمران) الدواسر هؤلاء وهكذا ظننت حتى ظهر لي أنهم ليسوا (العمران) الدواسر، وإنما هم عمران آخرون يرجع نسبهم إلى الغيهب من بني زيد وأنهم جاءوا إلى بريدة من بلدة (جلاجل) في أول القرن الثالث عشر على وجه التقريب.
ولذا تساءلت: أين العمران الدواسر الذين خرجوا من الشماس إلى خبوب بريدة؟
وكان مما أشكل عليَّ أن (الأحمد) هؤلاء لم يذكر لي أحد من المهتمين منهم بأمر نسبهم، القبيلة التي تفرعوا منها، ولو ذكروا أنهم من الدواسر الوداعين لعرفنا أنهم من أهل الشماس، وربما توصلنا إلى كونهم (العمران) القدماء.
وهذا شاهد على كون جماعتنا في منطقة بريدة وما حولها قوم عمليون لا يهتمون إلَّا بالعمل وبمقومات الشخص ومؤهلاته، ولا يعولون على ذكر أصل أسرته في الأغلب وإن كان هذا لا يمكن تعميمه على جميعهم.