ووفقه وأعانه على الإنفاق منها في طرق الخير المتنوعة والمنافع العامة.
وهذا مما كان عليه أخونا وصاحبنا الرجل المحبوب الشيخ صالح بن عبد الله بن عمر السلمان رحمه الله تعالى وغفر له.
لقد جمع في حياته من الخصال الطيبة التي حمد عليها ما لم يجمعه كثير من أصحاب الأموال في عصره، وقل منهم من يماثله حتى وإن علت حصيلتهم المالية.
ولذلك لأن هذا الرجل الفقيد الذي بكت في وفاته القلوب وذرفت بالدمع على فقده العيون، كانت مبذولاته من أمواله المباركة تتنوع وتتشعب فلم يقتصر بها على دفع الزكاة ولا على الفقراء والمساكين، ولا على من حل بهم كوارث وحوائج ولا على الذين يلتقون به ويسألونه ولا على الجمعيات والمستودعات والمجمعات الخيرية، ولا على طباعة الكتب المفيدة والنشرات والتقاويم والدعوات ولا على جمعيات تحفيظ القرآن والحلق والدور ولا على الأضياف وتقديم الوجبات الغذائية لكثير من المناسبات العامة والخاصة، ولا على التبرعات النقدية والعينية، ولا على الاقتصار في المبذولات المتنوعة لأسرته ومن يرتبط بها، وأصدقائه ومحبيه وغيرهم، بل المعروف عنه أنه في جميع تلك السبل يضفي إحسانه من غير أن يخشى أن يلحق ماله نقص أو يعود إلى قلة، بل هو مؤمن بالله، واثق به بأن الانفاق من المال ينميه ويزيده، ويحصنه ويحفظه من الجوائح.
وفيه دفع البلاء وخلف من الله ومضاعفة للأجر من الله بما لا يعلمه إلَّا هو سبحانه، لأنه جل وعلا يضاعف لمن يشاء أضعافا كثيرة، فالحسنة بعشر أمثالها، وهذا بأقل مضاعفة إلى سبعين ضعفا، إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
ومن خصال فقيدنا رحمه الله تعالى المحمودة ما كان يتمتع به في حياته من حسن الخلق والتواضع والتلطف للناس، ولين الجانب لهم، والبشاشة عند