فهذه ذكرت صالح وعمر من دون زيادة في الأسمين ولكنها ذكرت شيئًا عجيبًا وهو أن المستدينين وهما حمود الفراج وضبيب قد أقرا بأنهما متغارمين أي كل واحد منهما يغرم للدائنين وهما صالح الحسين وعمر بن سليم ما قد يتخلف من الدين الذي عليه لهما، وهما أيضًا متكافلان وفسرت الوثيقة ذلك بأن غنيهم يوفي عن ضعيفهم، وحيهم يوفي عن ميتهم، وقد أوضح ذلك بقوله: ومتى طلب صالح وعمر حدي - أحد - الاثنين، أو في جميع المطلب - أي الدين -.
وتاريخها ٢٥ من صفر سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف.
لقد كان عمر بن عبد العزيز السليم أول من جاء إلى بريدة من آل سليم ثريًا بحق، ولكنه كان أيضًا طالب علم ومتدينًا حتى إنه كان يؤم في أحد المساجد إلى قبيل وفاته، ثم كان ابنه الشيخ الشهير محمد بن عمر بن سليم إمامًا في أحد المساجد، ثم حفيده إبراهيم بن الشيخ محمد بن عمر بن سليم، إمامًا في المسجد المعروف الآن بمسجد ربيشه، وكذلك ابن حفيده أستاذنا عبد الله بن إبراهيم السليم كان إمامًا في المسجد المذكور لسنوات عديدة.
وقد عاش عمر بن سليم في بريدة دهرًا بصفته تلك أي بصفته تاجرًا يداين الناس، وصفته طالب علم وإمام مسجد، ونحن لا نعرف مقدار عمره عندما وصل إلى بريدة لأول مرة، ولكن الذي نعرفه أنه قدم إليها في عام ١٣٣٣ هـ وأنه بقي يعيش فيها حتى كتب وصيته الآتي ذكرها في عام ١٢٩٣ هـ أي مدة ستين سنة.
لقد كان قدوم (عمر بن سليم) إلى بريدة في التاريخ الذي ذكرته من دون شك ولكنني وجدت وثيقة مؤرخة في عام ١٢٢١ هـ فيها شهادة عمر بن سليم، وهذه تدل على أنه ربما كان يأتي إلى بريدة ولا يسكنها، أو تدل وهو الأقرب على أنها كتبت من أجل شيء حصل في عام ١٢٢١ هـ.