للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد بقيت الوثائق التي خلفها عمر بن عبد العزيز السليم وذريته سليمة محفوظة من التلف لأنها ظلت بأيدي أناس من العلماء أو طلبة العلم من ذريته.

وآخر من أدركناه من ذريته هو أستاذنا الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم الفلكي المشهور، بل ربما كان الفلكي الوحيد في المملكة الذي جمع في علم الفلك والأنواء بين القديم والحديث، كما سيأتي ذلك في ترجمته.

ثم كان ابنه العلامة المشهور الشيخ محمد بن عمر بن سليم عالمًا من العلماء متأهلًا للقضاء ولكنه رفضه وإن كان قد ناب عن الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة في غيابه عدة مرات.

ثم كان ابنه إبراهيم بن محمد بن عمر طالب علم وحافظًا لكتاب الله وخطاطًا مشهور الخط، للكتب العلمية، وظل إمامًا في مسجد في بريدة حتى مات ثم خلفه ابنه الأستاذ عبد الله بن إبراهيم في إمامة المسجد، وظل عبد الله هذا يؤم في المساجد عشرات السنين.

لذلك بقيت هذه الوثائق سليمة محفوظة عما أصاب الوثائق الأخرى التي خلفها أهل بريدة من الأثرياء وغيرهم، والتي أصابها التلف أو الإندثار بسبب الإهمال أو بفعل العوارض الجوية، أو الكوارث العامة من الحروب والمجاعات التي تجعل المرء ينسى العناية بما هو مهم لديه، إضافة إلى الكساد الاقتصادي الذي كان يسود البلاد حتى أصبحت بعض العقارات لا تساوي الاهتمام بأوراقها، وذلك بالإضافة إلى ما كان عليه آل سليم من اليسر في العيش وعدم الاضطرار للاغتراب في طلب الرزق لأنهم ظلوا كما كان أسلافهم من محبي التجارة واقتناء العقار.

ومن أهم أولئك هذا الرجل الذي ضربنا المثل به وهو عمر بن عبد العزيز بن سليم الذي دلتنا المكاتبات والوثائق التي خلفها على الثراء