ولاشك أن ذلك يعني أشرنا عليه ونصحناه، وليس عيناه، لأن تعيين قاضي بريدة هي من اختصاص أميرها في ذلك التاريخ، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإنه ليس من اختصاص كبير علماء آل الشيخ آنذاك، وهو الشيخ عبد الرحمن بن حسن.
ولا شك في أن هذا كان في فترة من فترات تولي الشيخ سليمان بن علي بن مقبل القضاء، ولكنه كان يستعفي منه كثيرًا، أو ربما أثناء غيبته، وإعلانه قبل مفارقة بريدة إلى مكة المكرمة حاجًّا أنه لا ينوي الاستمرار في القضاء ومع ذلك لم تطل مدة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم في القضاء أثناء ولاية الشيخ سليمان بن مقبل.
وإنما كان ذلك في فترات قصيرة متعددة.
ويدل على أن الشيخ عبد الرحمن يقصد التوصية والنصح قوله يخاطب الشيخ محمد بن عمر:
"وأنت كذلك يلزمك في مسجدك الذي أنت منصوب فيه تعلم العامة وتسألهم عن الأصول الثلاثة والقواعد التي يعرف بها أصول الدين وتمييز التوحيد، لمعرفة ما يضاده من الشرك بالله في ربوبيته وإلهيته، وتعاونوا على الحق.
أقول: تعليم الدين للعامة هو إحدى المسائل أو هي السنن التي سنها الشيخ محمد بن عبد الوهاب للناس رحمه الله، ومنها إخراج طعام العيد بعد الصلاة إلى الشوارع من أجل أن يأكل منه الفقير وابن السبيل وكل من احتاج أو حتى مر على المكان الذي فيه الطعام.
وقد استمرت هاتان المسألتان حتى أدركناهما ورأينا الناس يتمسكون بهما، ثم أدركها الفناء بما فتح الله على الناس من وفرة الطعام، وعدم الجوع.
وفيما يتعلق بتعليم الدين اندثرت تلك العادة أيضًا، والسبب أن الناس صاروا يتعلمون ذلك في المدارس الابتدائية للبنين والبنات ووجد لذلك أنه لا