عمر بن سليم استمرارًا للصلة العلمية وربما كان ذلك أيضًا لوجود صداقة حميمة بينهما، إذ رأينا كيف أن الشيخ محمد بن عمر بن سليم أرسل هدية من الليمون إلى الشيخ عبد اللطيف.
والرسالة مبسوطة وفيها أشياء تستحق القراءة.
أما الليمون فإنه ليس إرساله من أجل خصائصه ومنافعه فقط، وإنما لشيء الذي أخبرنا به آباؤنا نقلًا عن آبائهم، وهو أن كبار القوم كانوا قبل وصول الشاي إليهم واستعماله، يعدون شرابًا حارًا من الليمون للضيف الكبير إلى جانب تقديم القهوة له.
حدثني والدي رحمه الله، قال: عزم أبي أمير بريدة على قهوة فكان أن أحضر الليمون السحاري الأسود اليابس وثقب كل ليمونة ثقبين ثم اسقطها في الماء المغلي وتركها مع ليمون مثلها تغلي قليلًا، ثم سكبها في إبريق ووضع عليها السكر فصار هذا الشراب حامضًا حلوًا.
قال: وقد أسرعنا ونحن أطفال بعد أن خرج الضيوف نأخذ الليمون المشبع بالسكر ونمصه: وهذا غير مهم.
ذكر الشيخ عبد اللطيف أمرًا مهمًا وهو رسالة، رد بها على رجل مخالف للعقيدة السلفية أظنه داود بن جرجيس أو أحد تلامذته كان قد وصل إلى عنيزة، ويقال: إن طائفة من أهلها تلقوه فيها.
والرسالة إلى رد بها الشيخ على ذلك الرجل حملها عبد الله بن جربوع وقرأها على أهل عنيزة.
وهذه الرسالة مبسوطة وواضحة ولا تنقصها إلَّا معرفة تاريخها وقد كتب تحتها بأن تاريخها مع ختم الشيخ عبد اللطيف موجودان على ظهر الورقة، ولكن يظهر أنني أنسيت أن أصور ظهرها.