ثم عاد إلى نجد، فعاد إلى وطنه متزودًا بهذه العلوم، وقد صار محل الثقة من شيخيه العالمين الجليلين، الشيخ عبد الرحمن وابنه الشيخ عبد اللطيف، فأجازاه وأذنا له في القضاء والتدريس، وهذه إشارة إلى أجازتيهما:
(من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى الأخ المكرم محمد بن عمر آل سليم، بعد الديباجة، وبعد:
فلا يخفاك حاجة الناس إلى التعلُّم والتدريس من مثلك، وقد يتعين الأمر عليكم - وعلى مثلكم - نشر العلم، والحكم بالقسط في موطن القضاء من أفضل الأعمال، ومن موجبات الإثابة والرضا، وقد أذنت لك بالإقراء والتدريس والإفتاء بما ترجَّح عندك من كلام أهل العلم، بشرط أن يكون لك فيه سلف صالح من مشايخ الإسلام).
وأما الإجازة الثانية:
من عبد الرحمن بن حسن إلى الأخ المكرم محمد بن عمر آل سليم، بعد الديباجة:
(فقد طلبت مني الإجازة أن تروي عني ما رويته عن أشياخي من أهل نجد ومصر، وقد أجزتك بما رويته عنهم بالإجازة كالكتب الستة والفقه في مذهب الإمام أحمد، وغير ذلك ككتب التفسير، وعليك في ذلك بتقوى الله، والتَدبُّر والاجتهاد في معرفة المعنى، وصورة المسألة، والمطالعة على كل ما يرد عليك، واجتهد في العدل فيما وليت عليه من أمور المسلمين). اهـ.
وهكذا جلس المترجَم في بلده للتدريس والإفادة والإرشاد، فكان يعقد الجلسات العلمية الطوال بلا ضجر ولا ملل، فأقبل عليه الطلاب من مدن القصيم وقراه، وتحلقوا عليه واستفادوا منه، حتى تخرَّج على يده جمع من العلماء المجيدين للعلم.