المهنا معلنًا تركه القضاء، فعيِّن مكانه ابن عمه الشيخ محمد بن عبد الله آل سليم في قصة ذكرت في ترجمته، وما حمله على البعد عن القضاء إلَّا الخوف من الله وحب السلامة، وإلَّا فأداته لديه كاملة.
مؤلفاته:
أما التأليف، فله نشاط في تحرير الفتاوى، ولكنها مفرقة عند أصحابها.
وله تعليقات وتحقيقات على نسخة من شرح الزاد وشرح كتاب التوحيد.
كما ألَّف منسكًا لطيفًا مفيدًا لا يزال مخطوطًا عند حفيده الأستاذ عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن سليم.
ثناء العلماء عليه:
أما ثناء العلماء عليه فكان كثيرًا، ومن ذلك ما قاله عنه ابن عيسى: العلَّامة الأوحد، الفهامة الورع الزاهد العابد، الإمام الفقيه الفرضي النحوي اللغوي الأديب الجليل، الفاضل النبيل.
مهر في الفقه مهارة ظاهرة، وحصل في جميع الفنون، وكان له ذكاء يفوق الحد، وعقل رزين، وأخلاق حسنة، وكان سخيًا كريمًا رحيمًا بالفقراء، ذا عبادة وورع وزهد، يفوق عمله وصفه، بل كان مثالًا لكل الفضائل، قدوة للأواخر، ومصداقًا لافاضل الأوائل.
وكان رحمه الله أمارًا بالمعروف نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، صدّاعًا بالحق لا يحابي ولا يبالي ولا يهاب، بل كان إذا رأى وسمع منكرًا أخذته رعدة بحيث لا يستطيع البقاء في مجلسه.
وكان دائم البشر، ضاحك الوجه، يسبق من لقيه بالتحية والسؤال عن حاله، ويتفقد الفقراء في بيوتهم.