فجعل استاده علي الحامد، وهو معلم البناء الذي يعمل فيه وتتبعه جماعة ممن يعملون معه يسمونها (العاملة) لأنهم يعملون معا مع (الستاد) أو يتركون العمل معًا.
وقد بدأ الشيخ عمر بهدم المبنى القديم، وصار يقترض وينفق على بناء المسجد حتى اكتمل.
وكان الستاد (علي بن محمد بن حامد) القائم على العمل فيه صديقًا لوالدي، فكان يحدثه أن الشيخ عمر ما كان يتأخر في اعطائهم حقوقهم، وأنه كان يشاركهم في بيان كيفية بنيانه، وقد تم بناؤه على الوجه المطلوب، وكان والدي رحمه الله يذهب بي وعمري أربع عشرة سنة عند بداية إصلاحه، ويتحدث مع صديقه الستاد ابن حامد في ذلك.
وكان من أهم ما عمله الشيخ عمر بن سليم رحمه الله عند إعادة بناء الجامع أن بنى في الركن الشمالي الشرقي في الطابق الثاني منه غرفة واسعة كبيرة جعلها مكتبة لكي يجمع فيها الكتب وتفتح للجميع إلا أنه داهمه المرض وتوفي في آخر عام ١٣٦٢ هـ قبل أن توضع فيها الكتب.
وعندما عين شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في قضاء بريدة في عام ١٣٦٣ هـ عينني في عام ١٣٦٤ هـ (قيمًا على المكتبة) فبدأنا بجمع الكتب لها وهي (المكتبة السعودية الآن).
ونعود إلى ما يتعلق ببناء الجامع فنقول: إن الشيخ عمر بن سليم رحمه الله عندما توفي كان في ذمته ٣٥ ألف ريال باقية من النفقات علي بناء الجامع لم يسددها، لأنه لا يستطيع ذلك بنفسه، ولم يصله من الحكومة شيء منها عشرون ألفًا كان اقترضها من آل مشيقح لهذا الغرض والباقي منه، فكتب ورثته للملك عبد العزيز آل سعود بذلك فأرسلها إليهم بأنه أرسل لآل مشيقح