وكان من بين الذين أخذ منهم النقود أحمد العييري وهو ثري مشهور أخذ منه ألفي ريال فرانسه وهي من الريالات الفضية الكبيرة.
وسافر إلى الشمال بحثًا عن شراء الإبل فبدأ بحائل وقد ركله بعير أصاب مقتلًا وهو في حائل فمات وذلك قبل أن يشتري شيئًا من الإبل، فأخذت إمارة حائل ما كان لديه من النقود وهو معروف بأنه من تجار الإبل في بريدة وأرسلتها إلى إمارة بريدة فجعل أمير بريدة أمرها عند القاضي وهو شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد فذهب أحمد العييري إليه ليأخذ نقوده وهي ألفا ريال وذلك مبلغ له أهمية في تلك العصور، فسأله الشيخ عبد الله بن حميد أن يأتي ببينة على ذلك من كتابة أو من شهود ولم يكن لدى العييري شيء من ذلك، بل كان سلم النقود للاشقر بدون أي شيء من ذلك.
فقال له الشيخ ابن حميد: لا يمكن أن نعطيك شيئًا من ذلك إلا ببينة، لأن هذه النقود متعلق بها حقوق أناس آخرين.
فضاق صدر العييري وذهب إلى السوق فجلس عند عبد الرحمن الدخيِّل، والد زيد الدخيِّل المشهور وابن دخيَّل العبد الله أحد تجار بريدة فرأه عبد الرحمن الدخيل ضائق الصدر فسأله قائلًا:
يا أبو علي وراك ضائق صدرك، ماهيب عادتك؟ فأخبره بقصة الدراهم التي أعطاها الأشقر وعدم إعطاء الشيخ عبد الله بن حميد له حقه.
فأسرع عبد الرحمن الدخيِّل يقول: وسع صدرك - يا أبو علي - يا الله أنا وإياك للشيخ عبد الله بن حميد: أنا أشهد أن محمد الأشقر قال لي: أنا شرهٍ على العييري ما عطاني إلَّا ألفين ريال بضاعة، وأنا أظن أنه يعطين على الأقل خمسة آلاف الألفين اللي عطان العييري ما تكفين منه.