فيها وفاة عبد الله بن إبراهيم بن سليم، وذلك في محرم، وهذه ترجمته:
هو الشيخ الأديب المتقن العالم الفلكي عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن سليم، كان أبوه إبراهيم يعد من الأئمة في المساجد، له قلم حسن في كتابة الوصايا والعقود وجده فضيلة الشيخ العالم الجليل محمد بن عمر بن سليم الذي كان له مواقف وشهرة عالية، وأهل للقضاء، وقد راودوه مرات لقضاء بريدة، ولما غادر المدينة مكرهًا فضيلة الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم رفض قائلًا لا يمكن أن أسدّ مكان ثلمة ابن عمي، وأبدى أعذارًا أخرها أن سافر إلى مكة المشرفة، وقد تقدمت ترجمته في سنة وفاته، كان الشيخ عبد الله بن إبراهيم يعتبر من أدباء القصيم وأهل الثقافة والمعرفة، ولديه إلمام في الحساب والفلك، وقوي الذاكرة، ولد عام ١٣٢٨ هـ ولما بلغ من العمر السابعة أدخله والده في المدرسة الأهلية التي قام بها ناصر بن سليمان السيف في قلب البلد، مرادفة لمسجد ناصر إلى جهة الشرق، لأنها إذ ذاك تعتبر من أكبر المدارس الأهلية، تقتصر الدراسة فيها على الهجاء وتعلم القرآن الحكيم، وبعدما توفي ناصر بن سليمان واستمرت المدرسة في سيرها، وقد خلفه فيها ابنه صالح بن ناصر، ثم إنه انتقل صالح إلى السباخ وافتتح مدرسة هناك، وذلك لأنها أوجبت الظروف ذلك بأمر من جلالة الملك عبد العزيز على فضيلة الشيخ العلامة عمر بن محمد بن سليم بسعي الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد ومشورته بأنه يكون إمامًا ومدرسًا في مسجد ناصر بن سيف.
ثم إن المترجم لما بلغ من العمر ١٧ سنة كان له مؤهل بأن يكون خلفًا في المدرسة التي تعتبر مدرسة ناصر بن سيف، وتقع هذه المدرسة جنوبًا من قبة رشيد التي كانت موضع البيع والشراء والزحمة، لان موضعها إلى جانب عليته، فاستخدم المترجم رئيسًا ومديرًا فيها، ولما أن مضى عليه أحد عشر