(مرقولة) أي مخلوطة بزبد ودبس، فلما رأوا ذلك منها قال الستاد (عويدات) وهو شاعر مشهور بالشعر لأصحابه من العمال: شيلوا بعدي تغنوا بما أنا ناظمه من الشعر:
عساك يا (الفعلي) فدايا (سليمه) ... اللي تحطِّ من المراصيع يسواك
ليته الرَّجل وأنت المره - يا الصتيمة ... حيث المراجل ما هي لمك ولا إيَّاك
فأخذوا يتغنون بذلك، وكان من عادة العمال أن يستعينوا بذلك على العمل، حتى كثر طلبة العلم الورعون الذي صاروا ينهونهم عن الغناء، ويأمرونهم بذكر الله بدلًا منه.
وفيما يتعلق بسليمة هذه أيضًا سمعت والدي يقول لإحدى نسائه: لا تعودين على شرب القهوة تصيرين مثل (سليمة).
كان الناس في ذلك الوقت لا يسيغون للمرأة الشابة أن تشرب القهوة.
وقد ذكر والدي قصة (سليمة) وهي من أهل بريدة كانت اعتادت على شرب القهوة تصنعها في بيتها وتشربها مع صديقاتها، ومرة كان نفد ما عندها من القهوة، ولم تجد حيلة في الحصول على شيء منها، إما لشح النقود أو لغير ذلك.
فشمت رائحة قهوة تحمس، وكانت رائحتها نفاذة فأسرعت إلى بيتها، واستبدلت ملابسها النسائية بثوب رجل وشماغه وتلثمت بالشماغ، فصار لا يشك أحد في أنها رجل.
وكانت العادة عندهم أن الرجل إذا عمل القهوة وفتح بابه دخل من يريد شرب القهوة فشرب منها ثم خرج.
دخلت سليمة إلى ذلك الباب المفتوح الذي تفوح من داخله رائحة القهوة العطرة، وسلمت بصوت منخفض فيه شيء من الخشونة التي تعمدتها.