للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحساب على مقرئ فيها وكان من حملة القرآن، شرع في طلب العلم بهمة عالية ونشاط ومثابرة فقرأ على علماء الدرعية، وما حولها.

ومن أشهر مشائخه الشيخ محمد بن عبد الوهاب وابنه عبد الله، لازمهما في ليله ونهاره، حتى نبغ في فنون عديدة، وكان كثير المطالعة جدًّا واسع الإطلاع في الفقه والتوحيد، ومرجعًا في أنساب نجد، وله مخطوطات ووثائق وحواش ويرمز لها بسلم (١) عينه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود قاضيًا في بريدة وما يتبها فقام بمهمة القضاء بحزم وسدد في أقضيته وأحبه أهلها وصار إمام جامعها وخطيبه، وانتهى الإفتاء والتدريس بها إليه، وذلك في إمارة حجيلان بن حمد وعبد الله بن حجيلان وسليمان بن عرفج ومحمد العلي بن عرفج، وأول إمارة عبد العزيز المحمد البوعليان، وذلك في ولاية عبد العزيز بن محمد بن سعود وابنه سعود وحفيده عبد الله بن سعود وأوذي بعدخراب الدرعية من أعوان إبراهيم باشا، في حملته على نجد وأعيانها، فصبر وصابر، وكان على جانب كبير من الأخلاق العالية وله مآثر حسنة ولسان ذكر في الثناء من أهالي بريدة والدرعية، وله تلامذة بالدرعية، وفي بريدة ومن أبرز تلامذته عبد الله بن صقيه قاضي بريدة وله حفيد ستأتي ترجمته.

وظل محبوبًا ذا مكانة مرموقة بين النّاس حتى وافاه أجله المحتوم في ذي القعدة من عام ١٢٤٤ هـ، وخلف ابنًا وابنه خلف ابنًا اسمه عبد العزيز سكن عنيزة، وفتح دكانًا من دكاكين مسجد السوكف الشمالية يبيع الحبوب وتلمذ للجد الشيخ صالح العثمان وكان رجلًا صالحًا، ولهم أحفاد يسكنون القصيم وثادق، وفي الرياض والدرعية، ومنهم إمام الأحساء رحم الله الشيخ عبد العزيز السويلم برحمته الواسعة (٢).


(١) لم يتضح لي معنى العبارة، ولم يذكر في أي كتاب يوجد هذا الرمز.
(٢) روضة الناظرين، ج ١، ص ٢٥٧ - ١٢٥٨ (الطبعة الأولى).