ذكر الأستاذ ناصر العمري عبد الكريم الشايع من أهل بريدة، وقوته في المصارعة. فقال:
مر جماعة من عقيل أهل بريدة بمورد ماء في الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية مما يلي القريات حيث تسكن وتنتقل قبيلة الشرارات فوجدوا على الماء رجلا عملاقا من قبيلة الشرارات يأخذ الماء من البئر، وقد خلع ملابسه وترك لباسا يستر عورته وهو مكشوف الرأس ويزين رأسه بضفائر من الشعر الطويل وحوله عدد من النساء المعجبات بشجاعته وفتوته وقوة جسمه وجماله، وكان مع عقيل وهم حضر عدد من قرب الماء صناعة بريدة، والماء أعز شيء عند البدوي في الصحراء ووعاء الماء ثمين عند البدوي فطلبت نفس الشراري قربة من القرب الجديدة فعرض على الحضر أن يصارع أحدهم فإن صرعه أحد منهم يأخذ بندقه وحزام فشك البندق، وهو مملوء بالرصاص مقابل قربة ماء من القرب التي مع الحضر، والقربة قيمتها خمسة ريالات في ذلك الوقت والبندق وحزامها قيمتها ثلاثمائة ريال، وهذا سخاء من البدوي سببه الاعتداد بالنفس ومعرفته لقوته وتجاربه في المصارعة.
وكان في جماعة عقيل هؤلاء رجل من أهل بريدة اسمه عبد الكريم الشائع وأسرة الشائع موجودة في بريدة وفي الزلفي وفي الكويت، فتقدم عبد الكريم الشائع لمصارعة البدوي الشراري وبعد جولة طالت مدتها حيث كان الرجلان قويين تغلب البطل عبد الكريم الشائع على البدوي الشراري وصرعه وطرحه على الأرض مغلوبًا فضحكت النساء الشراريات المعجبات بالشراري عليه، ولكنه كان صادقًا أمينًا سخيًا فقدم البندق وحزامها عن طواعية لغالبه المنتصر عليه عبد الكريم الشائع فأخذها أمام المعجبين بشجاعته وقوته وحنكته في المصارعة (١).