للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النجادة ومدرسًا في مدرسة الدويحس، وكان سبب قدومه إلى الزبير أنه على أثر انقراض علمائها بأوبئة عمت البصرة والزبير فطلبه أهلوها وكان في البحرين ولما زار نامق باشا (والي العراق) الزبير وكان قد سمع بالشيخ أحمد وما هو عليه من العلم والفضل قصده بالسلام عليه في المدرسة فلم يقم له الشيخ، فما كان من نامق باشا إلا أن تقدم إلى الشيخ باحترام وقبل يده.

وكذلك الأمر مع الوزير مدحت باشا لما زار البصرة عرج إلى الزبير بزيارة الشيخ أحمد فقصد القاضي وهو في مجلس القضاء فلم يقم له، فما كان من الوزير مدحت باشا إلا أن تقدم إليه وقبل يده (١).

وللشيخ أحمد الجامع ترجمة مختصرة في أعيان البصرة للشيخ عبد الله باش أعيان، وترجمة مختصرة أخرى في الدر المنتثر في أعيان القرن الثاني عشر والثالث عشر (٢).

هذا وكان قد ذكر صاحب أعيان البصرة (٣)، أنه على أثر الحوادث التي حدثت بين قضاة البحرين مسألة تمت إلى الدين بصلة وهي أنه وجد أن أحد الرعايا منسوبًا إلى مشايخ البحرين كان قد أوصى بثلث ماله البالغ مائة ألف ريال للشيخ أحمد الجامع فامتنع الشيخ عن قبول الوصية تعففًا وتورعًا لأن الموصي كان مكاسًا عند شيوخ البحرين بيده جباية المكوس والخراج وحاول آخرون إقناعه لقبول المبلغ فلم يفلحوا واتفق أن أهل الزبير سنة ١٢٤٨ هـ. وهي السنة التي عقبت الطاعون ومات فيها خلق كثير طلبوه ليكون قاضيًا عندهم فأقبل عليهم وترك البحرين وبقي في القضاء مدة تزيد على ثلاثين سنة.


(١) تاريخ العراق بين احتلالين (عباس العزاوي) ج ٨، وانظر كذلك عنوان المجد في تاريخ البصرة وبغداد ونجد لصبغة الله الحيدري، ص ١٦٧ هـ.
(٢) لعبد الله الجبوري.
(٣) ضياء الدين باش أعيان، ص ١٢.