يذكر أحمد بن سليمان الشريدة من أعمال العقيلات الذي يقومون بها من قطع الفيافي والمخاطرات بحثًا عن الثروة وهم على ظهور الإبل، حدثني قال: يذكر لي الوالد سليمان المنصور رحمه الله أنه طلع من العراق ومعه إيل محملة من الأرزاق من تمن وعيش وألبسة ولحقته دورية للحكومة العراقية قبل ما يأصل إلى الحدود السعودية بليلة، وقالوا له: أنت مهرب إرجع للعراق للتفتيش.
حاول معهم ولكنهم رفضوا، قال واحد منهم: لو ينزل ربك ما أتركك، فقال الوالد - رحمه الله: له كفرت بك وآمنت بالله.
ورجع وتكبد العناء والمشقة.
ثانيًا: كان ومعه عبد الله الفهد الشريدة وعبد الله المحمد الشريدة رحمهم الله ومعهم إيل كثيرة ومعه من العقيلات جماعة من أهل بريدة وعدد معهم إبل أيضًا.
والماء في ذلك الوقت شحيح كما هو معروف، وإذا بزحام على الماء حتى يشرب الأول ويأتي الذي بعده، قال العقيلات: نبي من كل فرقة ذلول تروح يحمون الماء قال سليمان الشريدة: الماء بعيد، قالوا: راعي الذلول الطيب يلحق.
تسابقوا حتى الأول يأخذ الماء الطيب.
سليمان الشريدة كان ذلك اليوم ما يقدر على ركض الذلول ولكن تحته قعود حر طيب يذكر ذلك، ويقول: راحوا العقيلات يتسابقون على الماء وأنا وراهم والقعود حر يبي أهله يلحق بهم وأنا ماسكه ومشيه كله درهام - أي جري - أي على بعد المسافة كلت بعارينهم وإذا القعود يلحق بهم ويسبقهم.
قالوا لي: إحم لنا الماء، قلت: راعي الطيبة يلحق مثل ما قلثوا، ووصل سليمان المنصور الشريدة الماء قبلهم يقول: حميت الماء لعيال عمي عبد الله الفهد وعبد الله المحمد الشريدة، وكان على الماء ناس من تجار الإبل وطلبوا مني بيع القعود لأنه سبق الإبل كلها، حاولوا وطلبت ثمنًا كثيرًا له، وبعته عليهم ولكنني ندمت على بيعه.