يا بلبل الروض غرّد في مرابعنا ... وهات من لحنك الصافي نرددهُ
على مسامع دنيانا فنعُلِمُها ... بان للحق أبطالًا تؤيدهُ
نشدو مع الطير في شوق وفي أمل ... ونرقب الفجر عبر الأفق موعدهُ
فالليل مهما جثا في رَبعنا زمنا ... النور من خلفه يأتي فيطردهُ
والغيُّ مهما علت في الأرض رايته ... الحق يكسر طغواه ويخمدهُ
هذي المشاعر أحكيها بلا وجل ... وكيف يخشى الورى من رَبِّ يسندهُ
فغنّ للجيل واهتف في مسامعهم ... وأودع الشعر للأيام تنشدهُ
لطالما هزّ من الشعر أفئدة ... منا، فزدنا بشعر منك موردهُ
فرد الشيخ سلمان بأبيات على نفس الوزن والقافية يقول فيها:
البلبل النكد قد أوهته ما اجترحت ... يد القضاء فلا الأيام تحسدهُ
فانهدّ مما يرد القلب من ألم ... يشي به الجسم والأوصال تشهدهُ
فلم يعد يعشق التغريد من كمدٍ ... كفاه همّ الحنايا إذ يكابدهُ
ولما توفي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عام ١٤٢٠ هـ رحمه الله رثاه بقصيدة عنوانها: (دموع على فقيد الأمة) يقول فيها:
القلب يبكي ودمع العين هنّانُ ... وخيّمت في ربانا اليوم أحزانُ
قالوا (ابن باز) هوى في الأرض كوكبه ... جلّ المصابُ فذا أمرٌ له شانُ
شمس العلوم بهذا العصر قد كسفت ... فأظلم الساحُ آكام ووديانُ
تسعون عامًا قضاها في مجاهدةٍ ... فما استكان ولم ينهدَّ بنيانُ
مضى وخلف ذكرًا عاطرًا وله ... في كل مسألة رأيٌ وتبيانُ
همٌّ طواني فبات القلب منكسرًا ... مما ألمَّ، وملءُ القلب أشجانُ
إن كان جسمك واراه التراب أسىً ... فإن أجفاننا للروح أكفانُ