للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنهم سليمان بن بداح البداح كان يعمل مدققًا في إدارة شئون الموظفين في إمارة القصيم وتقاعد منذ وقت وجيز - ١٤٢٣ هـ.

حدثني فوزان الصالح الفوزان أمير خب القبر قال: ذهبت أزور عبد العزيز بن عثمان المضيان ولما دخلت عليه وجدت عنده رجلًا انيقًا ذا لباس نظيف جدًّا، ولما خرج سألني عبد العزيز المضيان قائلًا:

هل عرفت هذا الذي خرج من عندي؟ قال فوزان: فقلت: لا، فقال: هذا سليمان البداح من أهل الصباخ.

وعندما رأيته تذكرت قصة حصلت على أحد أفراد أسرته في زمن مسغبة من المساغب التي تصيب البلاد، وملخصها أن ثلاثة من أهل الصباخ أحدهم من (البداح) هؤلاء والثاني من (الجريذي) والثالث لا أذكر اسمه، وملابسهم رثة مهلهلة، فصار كل واحد منهم يشكو الجوع لصاحبيه، ويتسآلون عن الطريقة التي قد يجدون فيها ما يشبعهم، قالوا: ونحن على استعداد للعمل ولو بدون أجرة، (وإنما بأكل بطوننا فلم نجد).

فأجمع أمرنا على أن نذهب إلى صالح الفوزان في خضيرا.

قال: وذهبوا بالفعل، قالوا: فوجدناه قد خرج من كانوا عنده من أهله والعمال لأننا الآن في نحو الساعة التاسعة صباحا ولما دخلنا قهوته رأيناه يلم الجمر من أجل أن يبقى إذا احتاج إلى النار حتى بعد الظهر، فلما رآنا غيَّر من عمله وترك العمل في الجمر لأن منظرنا يدل على الجوع ثم أسرع يضع الدلة على النار وبعد أن فاحت تركها على النار، وجاء بقنا من عليق التمر لأننا في أول الشتاء، فوضعه عندنا وخرج لئلا يحرجنا إذا نظر إلينا نأكل.

قالوا: فصرنا نأكل ونبلع نوى التمر معه أحيانًا، وعندما عاد قهوانا من الدلة، وأحضر ثلاثة أثواب وضع في كل واحد منها شيئًا من التمر، فخرجنا من عنده شبعانين مع كل واحد منا ثوب بدلًا من ثوبه المهلهل.