ولإبراهيم بن عبد الله الصقعوب شعر منه هذه القصيدة التي أسماها (مكة):
سأبدأ باسم الله والشعرُ صادقٌ ... به يحفظُ التاريخُ أيضًا وينشرُ
فباسم الإله الحق أبدي مشاعرًا ... بها أصف الحج العظيمَ وأذكُرُ
ذكَرتُ إله العرش ثم شكرتُهُ ... لِمَا قد رأيت من مناظرَ تُبهِھرُ
لمكة قد جاء الحجيج جميعهم ... يؤدون فرضًا كلّهم فيه يفخَرُ
أتوا لابسين الأزْرَ لا شيءَ غيرها ... فهم عارفون البيت بالخير يزخر
فهذا مليكُ الخير أرسى دعائمًا ... بها كل حاجات الحجيج تُؤَقَّر
مليكٌ دعا الرحمن أن يكُ خادمًا ... لبيت إله العالمين يُوَقِرُ
يكونُ به زادُ الحجيج وزَادُهم ... أمانٌ وتقديرٌ وخيرٌ موفرُ
وقد تعجزُ الأقلامُ والطرسُ عاجزٌ ... على حمل بعض البعض إذ هو أكثر
فتلكَ أمورٌ لو كنْتُ بابحرٍ ... لأدركتُ أنَّ العجزَ للمرء يظهرُ
سأبدأ بالأمن الذي تعرفونه ... به أخبر الهادي الأمين المبشر
فإن رجال الأمن في الأمن كلهم ... خبيرٌ جديرٌ حاضر الذهن ينظرُ
تراهمْ بذا الميدان غادٍ ورائح ... سلاحهم في ذاك عِلمٌ يبصرُ
وفي الجو سربُ الطائرات يقودها ... رجالٌ لهم في الجو والأرض مخبر
يراعون ما في الأرض من حاجة إلى ... مطالبَ قد يُحتاجٌ فيها المُسيّر
ينادون من جو السماء إلى الثرى ... هلموا إلى تلك الشوارع وانفروا
فينطلقون مسرعين وكلهم ... يساهمُ رأيا والأيادي تُدبرُ
تُسرُ كثيرًا حين رؤيتك الفتى ... يباري عجوزًا عاجزًا لكَ ينظر
حَنَتُه السنونُ فالعصا بيمينه ... إلى جانب المنظار فيه موسَّر
يُوَجِهُه ذاك الأشَمُ بفعله ... إلى مركزٍ أو مسكنٍ أو يُعبِّرُ
نظافتها ما قد رأيت بمثلها ... فجيش من العمال للشغل ينظرُ
يُغَطونَ أرجاء الشوارع كلها ... فذا قائمٌ بالأمر بل ذاك يخبر