عبد العزيز البوعليان فسدد في أقضيته وأحبه أهل البلد وكان إمام وخطيب جامعها ومن أشهر تلامذته قاضي بريدة الورع الشيخ سليمان بن علي بن مقبل ظل زمنًا في قضائها لما أرهقته الشيخوخة طلب الإعفاء من منصبه فأعفي منه فسافر إلى مكة وجاور بها ووافاه أجله المحتوم بها سنة ١٢٥٦ هـ وحزن الناس الفقده لما له من محبة في قلوبهم ولما كان يتمتع به من أخلاق عالية وصفات حميدة واستقامة في الدين وورع وزهد فرحمه الله برحمته الواسعة آمين (١).
أقول: ذكر ابن بشر رحمه الله قضاة الإمام تركي بعد ذكر وفائه فذكر أن قاضي القصيم هو قرناس، وسوف يأتي توضيح لذلك.
وكما أخرجت أسرة الصقيه أهل بريدة على صغرها عالمًا متقنًا وقاضيًا معروفًا عاش واشتهر في النصف الأول من القرن الثالث عشر، وهو الشيخ عبد الله بن صقيه هذا، فإنها أخرجت عالمًا آخر في القرن الرابع عشر وهو سمي للشيخ القاضي عبد الله بن صقيه، فاسمه عبد الله بن صقيه قرأ على الشيخ إبراهيم بن جاسر وطلب العلم فحصل منه قدرًا طيبًا، إلا أنه كان منحرفًا عن المشايخ آل سليم، وأشياخهم من آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لذلك لم يتول شيئًا من الوظائف.
ذهب إلى الكويت وسقط من ظهر بعير فمات في عام ١٣٥٩ هـ تقريبًا.
فيكون بين وفاته وبين وفاة سمية الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه نحو مائة سنة.
واسم والده إبراهيم فهو عبد الله بن إبراهيم بن صقيه كما وجدت ذلك في وثيقة أثبتها عند ذكر (القنَّاع) في حرف القاف.
والوثيقة التي ذكر فيها اسم والده مؤرخة في عام ١٣٣١ هـ.