وعلى هذا يجوز أن يقال: إن الشيخ عبد الله بن صقيه رحمه الله ربما كان نائبًا للشيخ قرناس قاضيًا على عموم القصيم.
غير أن هذا يقتضي في الظروف المعتادة أن يوقع الشيخ عبد الله بن صقيه بأنه نائب القاضي القصيم، أو على الأدق يوضح أنه القاضي في مدينة بريدة.
والوثيقة مكتوبة بخط عبد الرحمن بن عبيد ولم يذكر تاريخ كتابته ولكننا نعرف عصره من واقع ما اطلعنا عليه من كتاباته أنه عاش في منتصف القرن الثالث عشر وما بعده بنحو عشرين سنة، والمراد أن كتاباته، والتي اطلعنا عليها أكثرها مؤرخ بما ذكرناه.
ومقتضى الوثيقة إثبات كون عثمان (الرميان) وإبراهيم الربيعي يتخاصمون عند ابن صقيه، والغريب أنه لم يلقبه حتى بلقب الشيخ أو القاضي، وأن عثمان فلج الربيعي أي حكم له القاضي ابن صقيه ضد خصمه إبراهيم الربيعي.
وقد قال الربيعي: فلجني عثمان، ولا صار لي وجه، أي حق.
وذلك بشهادة حمود العبيد، ونفترض أنه من أسرة كاتب الوثيقة وعمير (ولم أستطع قراءة اسم أسرته) ولكنني أعرف أن (الظاهر) أهل اللسيب كان يقال لهم قبل ذلك: (العميّر) بتشديد الياء.
وذكر الكاتب أيضًا شهادة لناصر الصنات بأنه دخل عليَّ ناس من جماعتنا، وسألتهم عن خصومة عثمان والربيعي، وقالوا: فلجه عثمان عند ابن صقيه، والكاتب هو كما قلنا عبد الرحمن بن عبيد لم يذكر تاريخ كتابته للوثيقة، ولكنه لم ينس - عوضًا عن ذلك أن يقول: إنه يسلِّم على من نظر فيه من الإخوان، يريد من نظر في كتابته هذه.
وهذا صريح في كون الشيخ ابن صقيه كان قاضيًا يتخاصم الناس عنده.