كتب لي أحمد بن صالح بن عبد الرحمن بن (عقيل) الصمعاني عن قصة جد والده (عقيل) مع الدعيس بن محمد الفريدي قال ما ملخصه:
ومنها موقف عقيل الصمعاني مع صديقه الدعيس بن محمد بن عَوين الفريدي الحربي وذلك حينما جلب الدعيس رحمه الله قعدانه لسوق بريدة لبيعهن وأعطاهن المحرِّج - وجلب القعدان في ذلك الوقت دليل على الحاجة الماسة، والقعدان: جمع قعود وهو الصغير من الإبل.
فلما أخذ المحرِّج يُحرِّج عليهن، فوافق أن عقيلًا جاء إلى السوق فشاهد قعدان الدعيس والمحرج يحرج عليهن فعرفهن بالوسم فمنعه من الحراج، وأخذهن إلى ناحية أخرى من السوق.
عندها لم يجد الدعيس بُدًا من الظهور ومقابلة عقيل والسلام عليه بعدما شاهد فعله فقال له عقيل:(ما أنت خابر أني حَيّ يوم أنك تعرض قعدان عيالك للبيع؟ ) فرد عليه الدعيس قائلًا: (والله أني أحفيت وجهي كل يوم عندك يا عقيل).
فأخذه عقيل إلى النقرة فأكرمه واحتفى به ومكث في ضيافته يومين أو ثلاثة ثم رغب في الذهاب إلى أهله، فأعطاه عقيل تمرًا وقمحًا.
فتأثر الدعيس بهذا الموقف وهاجت قريحته بقصيدة قوامها أربعون بيتًا يمتدح بها صاحبه عقيلًا ومطلعها:
الله يبيض وجهك يا عقيل الصمعاني
قال: وهذه الحكاية المتضمنة لذلك الموقف ساقها حفيد الدعيس الشاعر حمود بن محمد الدعيس، وكان قال قصائد يمدح فيها رجالًا من عائلة الصماعين، منها قصيدتان أو ثلاث في حفيد عقيل أحمد بن صالح بن عبد الرحمن بن عقيل - يعني نفسه الصمعاني.