وكانت له مقامات جليلة في الدعوة إلى الله، والنصح لعباد الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والملاحظة والتفقد، والأخذ على أيدي السفهاء، والسعي في تقويم المعوج، لا يترك الإنكار على صاحب المنكر لكبر مقامه وعلو منصبه، وغلظ طبعه، وبذاءة لسانه، فكان فيه منفعة للسملمين حال حياته، ونفوذ بحسب قدرته.
ولذلك فإن الزمان الذي عاش فيه زمان إقبال على الخير، ورغبة فيه، وقبول له، واندحار للشر، وكبت له، وهذا من أكبر العون والتشجيع، والنهوض بالنفس للقيام بما حملت من رعاية ومسؤولية وأمانة، وما كلفت به من القيام بفرائض الدين، والدعوة إلى الله.
وقد أحسن هذا الرجل بما عمل، وشكر له بما صنع، ومات ورحل بجسمه، وبقي ذكره يتناقله الأهالي بالثناء عليه، جزاء ما قام به من خدمة جليلة نحو بلده وإخوانه المواطنين بمجالات عديدة من أهمها ما كان في الأمور الدينية التي يشكره عليها كل مسلم، حتى بعد وفاته، لأنه مهّد لنفسه في حياته ما يدعو للذكر الطيب له بعد تغييبه في لحد قبره.
وهكذا الحال لمن يعمل الصالحات، ويخدم في صالح الإسلام والمسلمين، توفي رحمه الله عام ١٣٣٧ هـ، وجهز وصلي عليه ودفن في المقبرة الجنوبية من المريدسية (١).
ومن متأخريهم .... البرادي كان من المحبين المعجبين بالشيخ الزاهد الواعظ عبد الكريم بن صالح الحميد الملقب الديك، فكان يقوم على حوائجه، ويسعى بما يريده محتسبًا الأجر من الله تعالى.