كما جاء ذكر عثمان بن عبد العزيز الصمعاني في ورقة مداينة كبيرة المقدار واضحة الكتابة وهي بين عثمان بن عبد العزيز الصمعاني وبين محمد بن عبد الرحمن الربدي الثري الشهير في وقته.
والدين كثير، إذ هو ستة آلاف صاع حنطة، والحنطة نوع من القمح كما هو معروف وصفت بأنها نقي أي خالصة من الشوائب كالشعير والذرة أو نحو ذلك، وهي أيضًا تقتضي أن تكون الحنطة هذه نقية من الأشياء الأخرى كحبوب الأعشاب التي تنبت طفيلية مع القمح.
وهي مؤجلة الدفع يحل أجل دفع أربعة آلاف ومائة منهن في شوال سنة ١٢٧٧ هـ. ويحل أجل ألف وثمان مائة في ذي القعدة سنة ١٢٧٨ هـ.
وأيضًا أقر عثمان بأن في ذمته لمحمد (الربدي) مائتين واثنين وخمسين ريالًا مؤجلات أيضًا وذكر أجل الوفاء بها.
وهذا مبلغ كثير، بل دين باهظ لا يقوى على تحمله في تلك العصور إلَّا فلاح قوي له نخل كثير مزدهر يأمل هو ودائنه أن يحصل من ثمرته على وفاء دينه كما هو ظاهر.
ومن الطريف ما ذكر بعد ذلك وهو أن عثمان الصمعاني أقر بأن في ذمته لمحمد العبد الرحمن البسام ثمانية عشر ريالًا وربع ريال، يحل أجل الوفاء بها في ربيع الآخر سنة ١٢٧٨ هـ.
ووجه الطرافة أن الدين الذي لابن بسام مكتوب داخل هذا الدين الذي للربدي مما يدل على ما عرفناه من الصلة القوية بين أسرتي الربدي والبسام، وبين أشخاص منها ومعهم الثري الوجيه محمد بن عبد الرحمن الربدي.