والوثيقة التالية مبايعة مهمة، لأنها بخط قاضي بريدة المتميز الشيخ سليمان بن علي المقبل كتبها في ذي الحجة سنة ١٢٧٣ هـ، والبائع فيها عبد الكريم الشماسي، والمشتري هو ناصر الصنات.
أما المبيع فإنه ملك أي حائط نخل في الشماس قد أذن القاضي الشيخ ابن مقبل ببيعه لوفاء الدين عن أصحابه وانقطاع مصالحه بمعنى أنه صار لا دخل منه لأهله، وقد ذكر تحديده تحديدًا واضحا إلى جانب تنويهه بأنه في الشماس، فذكر أنه يحده من جنوب (الحوطة) وهي حائط نخل مزدهر مشهور كان ملكًا لجد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود، وقد أوقف فيه ١٦ نخلة بقيت منها اثنتان أو ثلاث إلى عهدي، وكان فلاح هذا الملك أو مالكه يقال له ابن عثيم كان يأتي بثمرتهن بعد حسم العمارة منه إلى والدي فيرسله والدي إلى امرأة من أسرة (العبودي) ذرية الواقف ولا يأخذ منه شيئًا لغناه، وكذلك لا يأخذ منه رجال بقية الأسرة لإستغنائهم عنه.
ثم بيعت الحوطة حتى اشتراها أحمد العييري وفيها شرط أن السبل بمعني النخلات المسبلة هي سبل لعبد الكريم العبود غير داخلة في البيع ثم اشتراها من ورثته الراجحي ليجعلها منازل وفيها ذكر تلك النخلات التي أوقفها جد والدي.
ثم قال القاضي ابن مقبل، ويحده من شمال ملك الصمعاني ومن قبله ملك خضير ومن شرق ملك ابن مشيقح والقيمة منجمة أي مقسطة على أقساط لعدة سنين.
والشاهدان مع كون الكائب قاضي البلد وخطه معروف هما عبد الرحيم آل حمود وهو جد أسرة العبد الرحيم وهم من بني عليان حكام بريدة السابقين ونصار آل محمد بن نصار وهناك عدة أسر يقال لها النصار، ولكن الذي يظهر لي أنه من (النصار) الذين هم من آل أبي عليان أيضًا.