أصبح بأذني لوقع الندا ... يرتله داعي المسجد
فأشْرَعُ بالخطو متجهًا ... إلى نفحات الصباح الندي
فأعرض شكوى وأرفعها ... وكف الضراعة للموجد
تعلق قلبي بمحرابه ... كتعليق قنديله العسجدي
إذا أثقلتك هموم الدنا ... وأمكنت منك جراح اليد
وضاق الفضاء وعز الإخا ... وساد المحقر والمعتدي
وحل حماك لظى فاقة ... فسارع لمحرابه تهتدي
ففيه الفلاح وفيه الهدي ... وفيه السعادة في المشهد
مكان التلاوة والنفحات ... والدعوات ونور الغد
شفاء سريع لجرح النوى ... ودرب أمين إلى السؤدد
هو المرتع الخصب نرتاده ... يحفزنا شرف المقصد
تساق العطايا لزائره ... ومنزله في العلا السرمدي
طريق إلى الخلد نختاره ... ونصعد للمنزل المسعد
ونهرب من جشع مرهق ... ومن موجه الهائل المزبد
نروي نفوسًا حداها الصدا ... وننهل من هديه المرشد
وله قصيدة بعنوان:
بريدة
يذكرني في المساء القمر ... وزقزقة الطير غب السحر
بصحب لهم موطن في الذرى ... أشم منيع بهم يفتخر
فيخفق قلبي وتغمرني ... مشاعر ذكرى رفاق السمر
ربوع القصيم ونبع المنى ... لك الذكريات العتاق الغرر
لأن فرقتنا صروف الزمان ... وشطت بنا عن مغان زهر
فان الوفاء لنا ذمة ... غذينا به منذ عهد الصغر