إذا خرجنا من المعهد توجهنا للمحكمة الكبرى بالرياض للملازمة.
وبعد تخرجي من المعهد العالي رجعت إلى مدينة بريدة لمواصلة الملازمة القضائية إذ إن الملازمة ثلاث سنوات فأكملت السنة الثالثة في الملازمة في محكمة عنيزة عند عمي الشيخ إبراهيم حيث إنه كان في ذلك الوقت رئيس محكمة عنيزة، وهو الآن يعمل قاضيًا في محكمة التمييز بالرياض ثم بعد ذلك أي بعد أن انتهت فترة الملازمة القضائية تم تعييني في منطقة عسير جنوب المملكة في قرية تسمى العرين تبعد عن خميس مشيط حوالي مائة كم من الشرق وسكنها القحاطين وبقيت فيها حوالي سنتين.
ثم نقلت إلى محكمة خميس مشيط الكبرى، وقضيت في محكمة خميس مشيط حوالي عشر سنوات عينت خلالها مساعدا لرئيس محكمة خميس مشيط الكبرى، وكنت انتدب خلال هذه المدة لكثرة من محاكم القرى المجاورة المحكمة خميس مشيط.
ثم انتقلت عام ١٤٢٧ هـ إلى المحكمة العامة بالبكيرية بمنطقة القصيم ولازلت أعمل فيها قاضيًا حتى كتابة هذه الأسطر.
ومنذ أن توليت القضاء إلى الآن أي ما يقارب سبعة عشر سنة لم ينقض لي أي حكم قضائي ولله الحمد من قبل محكمتي التمييز بالغربية أو بالرياض وهذا من فضل الله وتوفيقه، فلله الحمد أولا وآخرا، ومن أعظم الفوائد التي استفدتها من خلال عملي بالقضاء أنك لا تصدق الإنسان إذا جاءك يشكي أو يبكي حتى ولو كان ممن ينتسب إلى أهل الدين والفضل أو المنصب حتى تسمع من خصمه، فقد رأيت العجب العجاب من الكذب والبهتان في خصومة الناس ممن تتوقع حينما تراه لأول وهلة أنه ممن يستمطر به ورأينا تفسير قول الله تعالى (وجاءوا أباهم عشاء يبكون) واقعًا وعيانًا ملموسًا فالله المستعان.