هل مات حقًّا؟
وقصيدة أخرى بعنوان: (هل مات حقًّا) يرثي أباه:
أتراه حقًّا حلت الظلماء؟ ... وعلى أبي قد ناحت الورقاءُ؟
وبكته ساحات المساجد كلها ... ومجامع الأخيار، والفضلاء
أو مات من صبر الشهور بعلة؟ ... عاني، ولم يأتي إليه شفاء
أو مات من جمع المكارم كلها؟ ... ذاك التقي الزاهد المعطاء
مات من عبد الإله موحدًا ... عجزت تحوز بعقله الأهواء
من يحيي الليالي ساجدًا؟ ... شهدت على ما قلته الجوزاء
مات من يبغي الجميل لغيره؟ ... في قلبه ما حلت البغضاء
من ستر الفقير بماله؟ ... أو مات من يبكونه الضعفاء؟
أو مات من حفظ اللسان وصانه؟ ... في قوله لم تظهر الفحشاء
مات من جعل الصلاح شعاره؟ ... ولكل خير - عمره - دعاء
أو مات من قد شيعوه جماعة؟ ... غصت بها الساحات، والأحياء
وله قصيدة بعنوان (الوفاء)، قال:
هذه القصيدة على لسان مدرسي المعهد العلمي في الغاط، ردًّا على قصيدة الأستاذ الشيخ / محمد بن إبراهيم الحمد التي بعنوان (وداع الأحبة) مطلعها:
ودع الغاط بلاد النبلاء ... ودع الصحب الكرام الزملاء
فكان ردي الآتي:
وصل المكتوب يا رمز الوفاء ... وآثار الحزن فينا والبلاء
وصل المكتوب فازددنا أسىً ... لوعة تحفر في القلب العناء
يا رفيق الدرب مازلت لنا ... صاحبا تأبى من القلب الجلاء
قد سُقيت النُبل من مورده ... ورضيت الحلم رمزًا والعطاء