وكانت أسرة الضويان قد بلغت مبلغًا من الثراء في القرن الثالث عشر جعلت الناس يتناقلون مثلًا سائرًا هو (لو ركب الفقر حصان، ما لحق الضويان) وذلك لغناهم واستبعاد الناس أن يفتقروا.
حدثني سليمان بن علي المقبل (أبو حنيفة) قال: جاء عيسى الرميح مرة بحملتين من الطعام من العراق للتجارة، لأن ثمرة الحبوب في القصيم أصابها عارض فقدت منه الحبوب أو كادت فيه، والحملتان: القافلتان من الإبل المحملة، ولما أقبل إلى بريدة رأى رجلا على بعير يريد أن يلحق بالحدرة التي كانت قد سافرت أمس إلى العراق، وتلك عادة عندهم أن الرجل المخف أي الذي على بعيره في غير بضاعة وأتباع فإنه يلحق بها بعد ابتداء سفرها من بريدة ذاهبة للعراق بيوم.
قال: فسأل عيسى الرميح عن هذا الرجل الراكب على بعيره يريد أن يلحق الحدرة وهي القافلة الكبيرة الذاهبة من بريدة إلى العراق، فقالوا: هذا سليمان الحمد الضويان عليهم قاصر عيش، وهو رايح على بعيره للعراق يبي يجيب عليه حمل عيش لهم.
فقال عيسى الرميح: سليمان الضويان اللي يقول الناس (لو ركب الفقر حصان، ما لحق الضويان) يروح للعراق يجيب حمل عيش؟ والله ما يروح سليمان الضويان للعراق يا عيال: واحد منكم يناديه وعطوه حمل عيش من العيش اللي معي، قالوا: وكان البعير الذي عليه العيش قد ألف الإبل الأخرى فلم يطاوع رجال عيسى الرميح فقال لهم: روحوا معه بعير ثاني يدرّب هالبعير، ولا يروح سلميان الضويان للعراق يجيب حمل عيش! ! !
حدثني أحد الشيوخ المسنين من أسرة الضويان قال: قدمت أم أحدنا عشاء لابنها وإذا به مرقوق ليس فيه طعم إلَّا محزرة ولا به ودكهـ فعافه، وقال