للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد زوج أبناءه وبناته في بريدة من أسر عريقة مشهورة بالدين والصلاح، ويعمل بعض أبنائه بالدولة والبعض الآخر اشتغل بالتجارة وقد حصل أكثرهم على شهادات جامعية وحازوا على محبة أهل بريدة، لما يتمتعون به من كرم الأخلاق وحسن المعاملة. انتهى.

ومنهم سعود بن عبد الله بن إبراهيم بن طالب، عينه الأمير فهد بن محمد بن عبد الرحمن أمير القصيم في وقته مديرًا على البطين في شمال بريدة، فحمدت سيرته، وعرف بالاستقامة والعدل بين الناس في عمله.

قال الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان:

"مسئول وموقف":

"ابن طالب" لست أعرف من اسمه غير شهرته، ولم أر وجهه سوى مرة واحدة في حياتي، حين دخلت عليه في مكتبه بإمارة (البطين) بمنطقة القصيم، صحبة أخ يعقب على معاملته، لست أتملق هذا الرجل فهو في ذمة الله من عامين، أو ثلاثة، ولكنني إعجابا بأحد مواقفه حبَّرت هذه السطور، فقد حدثني أحد الإخوان، قال: ركبت الطائرة متوجها إلى الرياض، فصادف أن كان بجانبي أمير مركز البطين "ابن طالب" - رحمه الله - ومعه أحد أبنائه الصغار، فاستعنا على قطع الطريق بتشقيق الحديث، وتبين لي أنه مسافر إلى الرياض لعلاج عينيه، وحين حطت بنا الطائرة أسرعت فاستأجرت سيارة، ولما لم أر أحدًا في استقباله عرفته بنفسي وعرضت عليه الركوب لتوصيله، تقديرًا لكبر سنه ومرض عينيه، فلما سمع دعوتي أطرق قليلًا ثم سألني: هل أنت فلان صاحب الموضوع الفلاني الذي ندرسه في الإمارة؟ ! قلت له: نعم، هو أنا، فاعتذر بلطف، وقال: لا يمكنني الركوب معك، سأستأجر سيارة، فودعته وأنا أكثر تقديرًا له، واحترامًا، رحمه الله، وأثقل بهذه النزاهة ميزانه، وأسكنه فسيح جناته (١).


(١) من أفواه الرواة، ص ١٧٢.